تفاوض سورية الأمم المتحدة وتتعامل معها، وفي ذلك تسهيل لمهمة مبعوثها الدولي كوفي أنان. أي تدخل تحشري بالمهمة أو الموقف السوري من خارج ما ينص عليه «البروتوكول» الناظم للمهمة ولعمل المراقبين، يخلق إعاقة أكيدة لها..
وقد ظهر واضحاً من بعض الخطابات الدولية والإقليمية في الأمم المتحدة وخارجها، أن ثمة من يتحدث بفظاظة وفوقية تتجاوز مهمة مبعوث الأمم المتحدة والبروتوكول المنظم بينها وبين سورية!! أستبعد أن يكون ذلك تم بفعل التجاوز البريء، والفوقية فقط.. بل هو يأتي في إطار مواقف مرسومة قد تصل درجة الخطة المعدة لافشال المهمة.
المنطلق السياسي المنطقي لمهمة الأمم المتحدة، أن كل شيء وكل موقف وكل تحرك يتم عبر طرفي الحوار.. سورية والمبعوث الدولي.. ومن يتعدى ذلك هو متدخل حشري.. العلاقات تكون عبر الأمم المتحدة وفق ما هو مقرر بموجب القرارين 2042 و2043 والبروتوكول المنظم بين الطرفين.
بالتالي.. بالنسبة لسورية، الأمم المتحدة هي المعنية والمسؤولة بتحقيق المتفق عليه من مواقف المعارضات والدول الداعمة لها..
إن مهلة تسعين يوماً المعطاة للمراقبين الدوليين، كافية مبدئياً.. و300 مراقب أيضاً كاف عددهم، ومصلحة سورية هي في حرية عملهم بما يخدم سرعة الإنجاز، وعدم التمديد لهم، كي يخرج السوريون من حالة الصدام إلى حالة الحوار وبناء الثقة وإقامة الدولة الحديثة، بعيداً عن أي تأثيرات لاموضوعية في هذا الحوار.. ومن الضروري جداً أن لا تعتقد أي جهة دولية أو إقليمية أو عربية، أن الحوار والوصول إلى المشروع السوري لبناء الدول الحديثة يعني غفران الأذى والضغط الذي تعرضنا له!!
هناك من يخطب علينا وهو يوقع عقوبات جديدة معتقداً نفسه سيد العالم بلا منازع.. لكن العالم -في القضية السورية تحديداً- أفهمه أن في العالم أسياداً كثيرين و عبيداً قلائل.
أما نبيل العربي، وكرته التي يدعي أنه قذفها في مرمى كوفي أنان.. فجدير به أن يخجل من نفسه! وأن يتذكر الكرة التي مازالت تشغل مرماه وحدقتيه وعقله ووجدانه إن كان بقي لديه شيء من ذلك كله.. إنها كرة الخطة العربية ومراقبي الجامعة وتقريرهم الذي أبعد واستبعد بما يشبه الفضيحة.
يريد نبيل العربي أن يشير -على قلة استحياء أن كوفي- أنان هو موفد له أيضاً كما هو موفد للأمين العام للأمم المتحدة.. وتريد سورية أن تفهمه، لقد خرجتم بإرادتكم، بل بخيانتكم، من اللعبة، يوم كانت سورية ترفض التدويل حلاً إلا الحل العربي.. ودفعتم بالقضية إلى التدويل..
اليوم هي خطة عمل مشترك بين الأمم المتحدة وسورية وبعيداً عنكم بالتأكيد.. فأنان هو الموفد الدولي الذي سماه واختاره الأمين العام للأمم المتحدة.. وفي سورية يتحدث باسم الأمم المتحدة فقط.
خطة أنان.. وبروتوكول متفق عليه.. و300 مراقب.. و90 يوماً.. ذلك يكفي.. إن سلمت النيات.. وثمة ما يخيف إذ يكشف عن سوء هذه النيات..؟! \\منقول