عدد الرسائل : 2006 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 21/01/2009
موضوع: ألم الظهر .. 5 مراحل من العذاب السبت 31 مارس 2012 - 10:13
يبدو أن آلام الظهر -والشكوى منها- باتت هاجساً يؤرق مضاجع كثير من الناس في هذا العصر، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تذكر مؤسسة “العناية بالظهر” الخيرية، أن أكثر من ثلث السكان عانوا متاعب في الظهر في العام الماضي . وبالنسبة إلى البعض منهم كان الألم عابراً، ولكن لدى كثيرين يمكن أن يدوم الألم لأسابيع، أو شهور وحتى أعوام .
فلماذا أصبح ألم الظهر شائعاً جداً؟
وفقاً، للمعالجة الفيزيائية أو “البدنية” سارة كيي التي تدير مركزاً متخصصاً للعلاج الفيزيائي في سيدني الأسترالية، فإن نمط حياتنا الخامل، وحقيقة أننا أصبحنا أطول وأثقل حجماً عما كنا عليه في السابق، هما المسؤولان عن استفحال هذه المشكلة الصحية .
وكما تصف في كتابها الجديد المعنون، “دليل من يعانون ألم الظهر”، فإن أغلبية آلام الظهر تنجم من نفس السبب الجسماني، وهو تيبس وجفاف واحد -أو أكثر- من ال”ديسكات” الموجودة بين فقرات العمود الفقري بسبب الخمول، وأوضاع الجلوس والوقوف الخاطئة، والسمنة أو التعرض لإصابة .
وتقول سارة كيي إن العمود الفقري الطبيعي والسليم، هو الذي يتخذ دائماً وضع الانتصاب والاستقامة والذي يتميز بالمرونة أيضاً .
وتقول كيي: “العمود الفقري السليم يبرز من الحوض ب 3 انثناءات معتدلة ومرنة “مثلما تخرج الأفعى من سلة قماش، وتسهم هيئة العمود الفقري السليم التي تكون على شكل حرف S “في اللغة الإنجليزية” في استقامته”، فإذا تعرض “ديسك” في العمود الفقري للجفاف، تفقد الفقرة المتموضعة أعلى هذا “الديسك” حركيتها، وبذلك يمكن لألم الظهر أن ينشأ .
وفي كثير من الحالات -خاصة في أسفل العمود الفقري، الذي يحمل ثقلاً أكثر، يمكن للرابط أن يصبح متيبساً للغاية، وبالتالي يسبب الألم . وهذا هو السبب الرئيس لألم الظهر الشائع” .
ومن هذه النقطة، تتفاقم المشكلة . وتقول كيي إنه توجد 5 مراحل، من التيبس الأولى - الموصوف آنفاً- في السيناريو الأسوأ، وهو عدم استقرار قطعة نخاعية، الأمر الذي قد يجعل الإنسان غير قادر على المشي، وقد يحتاج لعملية جراحية .
والأخبار الجيدة، كما تقول كيي، هي أن العلاج الصحيح في أي نقطة على امتداد الحبل الشوكي، يمكنه إيقاف الألم في مساره وتحويله نحو مسار التعافي “حتى في حالات انزلاق “الديسك” أو “الانزلاق الغضروفي”” .
وترى أوساط طبية أن بعض نصائح كيي، مثيرة للجدل . فعلى سبيل المثال، تنصح كيي بالراحة في الفراش عندما يكون الألم حاداً، أو لمس أصابعك يومياً لمنع/ أو علاج ألم الظهر “وهذه آراء معاكسة للنصائح السائدة حالياً التي توصي بالاستمرار في الحركة” .
وتقول كيي أيضاً إن الناس الذين يتعمدون إراحة ظهورهم بثني وإجهاد ركبهم في الحقيقة يؤذون أنفسهم .
وتضيف: “إذا لم يكن الشيء المراد حمله ثقيلاً جداً ينبغي عليك أن تدع ظهرك يقوم بالعمل “حمل أو رفع الأشياء الخفيفة” أو أي عمل روتيني آخر “يجب أن يتم بثني الظهر” .
وتقول كيي: “في الأعوام الأخيرة ازدادت الخرافات المتعلقة بكيفية التعامل مع ألم الظهر، وكثير من المتداول منها على نطاق واسع، غير صحيح” .
وفي ما يتعلق بتمارين “بايليتس” -التي يشاع عنها أنها تحمي الظهر- تصفها كيي بأنها “شيء لا أحبه إطلاقاً، لأنها تركز كثيراً على عضلات البطن وتضع الظهر في خطر بعدم تحسينها لعضلات العمود الفقري” .
وتالياً، تُعرِّف كيي المراحل ال 5 المحورية لألم الظهر . وعليك أن تستنبط أي منها التي تلائم أو تصف مشكلتك، ثم اتبع توجيهاتها حول أفضل التمرينات التي يمكن أن تفيدك أكثر من غيرها .
وتذكر، إذا كنت تعاني ألماً حاداً، استشر طبيباً، أو معالجاً فيزيائياً أو اختصاصياً في عيادة خاصة بأوجاع الظهر.
المرحلة الأولى: الظهر المتيبس
الأعراض:
في أعقاب رحلة طويلة بالسيارة -أو النوم في سرير مختلف- نشعر بتيبس في الظهر، وفي الغالب لا يكون مؤلماً، لكنه يمنح المرء إنذاراً غامضاً بأن ثمة أمر خطأ .
وقد تستمر هذه الحالة لسنوات -ولكن لا ينبغي أن يشعر مَنْ يتعرض لها بالرضا لأن المشكلة ستسوء .
ويمكن لأبسط حركة -كالتقلب في الفراش- أن تهيج التهاباً حاداً، يؤدي إلى أوجاع وآلام حادة في مركز الظهر.
وفي الغالب تكون هذه المنطقة حساسة جداً لمجرد اللمس، ويكون الألم مترافقاً مع إحساس بسخونة نابضة تحت الجلد، كما يصبح الجلوس مزعجاً والاستلقاء سيئاً، لأن الظهر يتسم بحساسية شديدة .
ومع كل آلام الظهر، توجد غالباً مرحلة أكثر حدة، يصل فيها الألم إلى قمته قبل العلاج، ومن دون العلاج، يمكن لتيبس العمود الفقري أن يمتد لمرحلة مزمنة، مسبباً ضيقاً وألماً “عند تقوس الظهر نحو الأمام على سبيل المثال”، ومن ثم يتطور ويمضي نحو المرحلة الثانية من ألم الظهر .
الأسباب:
تيبس أحد “ديسكات” العمود الفقري .
و”الديسكات” هي الأكياس الليفية السائلة التي تعمل كوسادات وتوجد بين كل فقرة من الفقرات ال ،24 لتمنع النتوءات العظمية من الاحتكاك مع بعضها بعضاً، وعلاوة على ذلك تعمل كمصدات أو موانع للصدمات .
ولكن وبسبب التعرض لإصابة، وزيادة الوزن أو الجلوس لفترات طويلة، يفقد “الديسك” السائل وتصبح تغذيته ضعيفة . ولذلك يتقلص ويتوقف عن العمل .
ويمكن إظهار تقلص “الديسك” عن طريق التصوير بالأشعة السينية “أشعة إكس”، لكنه قد يصبح مؤلماً قبل فترة طويلة من تشخيصه بالتصوير .
ما الذي يمكن فعله؟
في المرحلة الأكثر حدة، قد تحتاج إلى مسكنات ألم مضادة للالتهاب وراحة تامة في الفراش تتراوح فترتها بين “2-7 أيام”، “لا تنهض فيها من السرير إلا لاستخدام المرحاض” .
وينبغي إجراء تكنيكات الاسترخاء -بما فيها التدليك- بوساطة معالج فيزيائي، “يمكنك إراحة وتخفيف تشجنات العضلات بإجراء تمرين الاستلقاء على الظهر ورفع الساقين والركبتين حتى مستوى الصدر لمدة 60 ثانية “مرات عدة كل ساعتين عندما تكون في الفراش” . وبمجرد مرور أسوأ مرحلة في الألم، ستكون بحاجة إلى تحريك العمود الفقري لتحفيز دوران وانسياب السائل والمغذيات للديسكات، لإبقائها في حالة صحية سليمة . “استخدم مسنداً أو واقياً للظهر، ومارس تمارين وحركات ركوع ولمس أصابع القدمين كل يوم” .
المرحلة الثانية: تشنج العمود الفقري المؤلم
الأعراض:
في المراحل الأولية، يحدث تشنج مؤلم سريع، وقد يترافق ذلك مع ضيق ووجع في جانب من جوانب العمود الفقري “في العادة يتلاشى هذا الوجع خلال يوم أو يومين” .
وفي المرحلة الحادة، يمكن أن يحدث ألم مفاجئ يعوق الحركة خلال ساعتين . وقد يكون باعث -هذا الألم المفاجئ- شيء بسيط -مثل حمل أصيص نبات ثقيل- وفي هذه الحالة قد تسمع صوتاً أشبه بطقطقة أو تمزق في الظهر “قد يصعب تحديد سبب أو باعث هذا الألم” .
وفي أغلب الحالات، يعقب هذا الصوت -والألم المفاجئ- وخز إبري بجانب الساق “أشبه بعرق النسا” .
وإذا لم تبادر بالعلاج، يصبح المفصل -أو الرابط بين الفقرات- ملتهباً بشكل مزمن، وستتعرض لألم على جانب العمود الفقري “يخف إذا ضغطت موضع الألم بقبضتك أو أصابعك” .
وحينما تستلقي في فراشك، ستشعر كما لو كنت ترقد فوق “طوبة”، “يخف الألم، أحياناً، بالضغط والكبس أو بالتمدد “التمطي”” .
الأسباب:
بمرور الزمن، تتعرض الديسكات للتمزق والاهتراء وبذلك يتقلص حجمها ويتناقص ارتفاعها . ونتيجة، لذلك، تتحمل أوجه الأربطة المفصلية -الموجودة بين كل فقرة- عبء الحمل الزائد .
وفي المراحل الأولية، تصبح الأنسجة المحيطة بالأربطة، ملتهبة، ولكن في النهاية سيسهم احتكاك العظام في اهتراء وتآكل الغضروف، مسبباً ألماً في أسفل الظهر .
ما الذي يمكن فعله؟
أنت بحاجة إلى رفع الديسك وتخفيف الاحتقان والتكدس في الرابط المفصلي . “يقلل تمرين ضم ورفع الركبتين نحو الصدر، التورم “الذي يحدث في المرحلة الأكثر حدة”” .
وعندما يخف ألم الرابط المفصلي، يستحسن اللجوء لتمرينات تقوية عضلات البطن، لأنها يمكن أن تقلل الألم بشكل هائل .
وفي المرحلة المزمنة، يمكن للتمرينات وحركات -أكثر صرامة- كالدوران بظهرك على كرة تنس، أن تسهم في تمدد واستطالة الأربطة، كما أن لمس وتربيت أصابع القدم يسهم أيضاً في مرونة الأربطة .
المرحلة الثالثة: التجمد في مكانك
الأعراض:
في أغلب الحالات، يحدث ألم مفاجئ عندما تحرك ظهرك للقيام بعمل جديد -كربط حذاء، أو حتى إغلاق فتحة رداء . ويحدث هذا الألم الصاعق بصورة مفاجئة للغاية، ويرغمك على البقاء منحنياً ويجعلك غير قادر على الوقوف . وفي العادة، يداهمك الألم بقسوة لا تقدر معها على الحركة سواء نحو الأمام أو الخلف، أو تضع قدماً أمام الأخرى . “قد تتعرض ركبك لالتواء وقد تحتاج إلى حقنة “بيتيدين” مخدرة قبل أن تتمكن من الحركة” .
وهذه الحالة تعد أزمة حقيقية وهي مرعبة للغاية .
الأسباب:
تمر الأعمدة الفقرية، جميعها، “حتى السليمة منها” لمستويات من الهشاشة -أو القابلية للعطب- عند البدء بحركة انحناء “حيث تصبح “الأعمدة” تحت وطأة أثقل ضغط” .
وفي الأحوال العادية، يتأقلم العمود الفقري -مع وضع الانحناء- بشكل مثالي وجيد للغاية، ولكن إذا تعرض ديسك العمود الفقري للتمدد السطحي والفرد، يمكن لأي حركة مفاجئة -في أي اتجاه- أن تسبب ألماً ارتجاجياً “ينجم الألم من انزلاق وانحراف فقرة العمود” .
وبالرغم من أن هذه الحالة تشبه انزلاق شيء من مكانه، إلا أنها تعد انزلاق ديسك .
فهذه الحالة هي على الأرجح، إما تكدس جزء صغير من الغضروف في سطح الرابط المفصلي، وإما تعرض أغشية حساسة لضغط شديد .
ما الذي يمكن فعله؟
انتظر حتى تطلب علاجاً طبياً، وهكذا -على الأقل- ستتمكن من تحريك أعضاءك من دون ألم، ستحتاج إلى حقن بعقاقير تجعل العضلات تسترخي، ومسكنات قوية لتخفيف التشنج .
وبمجرد سريان أو بدء مفعول عمل العقاقير، ينبغي إجراء تمرينات للعمود الفقري لتحرير الرابط المفصلي .
ابدأ بتمرين ضم وأرجحة الركبتين -نحو الصدر- وأعد التمرين أطول فترة ممكنة .
وعندما تمر الفترة الأسوأ، من المهم اتخاذ إجراءات وقائية، مثل تمرينات تحريك العمود الفقري وتمرينات المرونة والاستطالة، للتأكد من عدم وقوع المشكلة مرة أخرى . “ينبغي اللجوء في النهاية لتمرينات التقوس والانحناء، مثل تربيت الأصابع والركوع” .
المرحلة الرابعة: اهتراء أو انزلاق "الديسك"
الأعراض:
ألم تشنجي عميق في الظهر . “يمكن أن تتأثر به مناطق أخرى قريبة من الظهر وحساسة، ومنها المثانة على سبيل المثال . وفي بعض الأحيان قد يعاني المرضى سلس البول أو ألم الساق “عرق النسا”” .
الأسباب:
عندما تتدهور حالة “الديسكات” وتتعرض للاهتراء، يجف السائل من الكرة -الموجودة في مركز الديسك- وفي هذه الحالة تتحمل جدران الديسك عبء الأحمال وامتصاص الصدمات .
وفي بعض الحالات، يتورم الجدار ويبلى . “ينجم عرق النسا من ضغط الورم على الأعصاب” .
وتتسم “الديسكات” السليمة بقوتها ومتانتها ولا تترجرج مطلقاً بالحركات الطائشة الخفيفة “انزلاق الديسك يعد مؤشراً إلى ضعف متفاقم واهتراء، وقد تكون الجراحة ضرورية” .
وعملية إزالة الديسك، في الغالب، لا تكون ناجحة، وتشير تقديرات إلى أن 50% من العمليات، تترك المريض في حالة أسوأ “أو لا تجعل حالته تتحسن” .
وعلى أية حال، يمكن القول إن كثيراً من الطرق الجراحية الأحدث -كالميكروديسيكتومي- تعد أنجح كثيراً .
ما الذي يمكن فعله؟
العناية الطبية مطلوبة، ولكن خلال المرحلة الحادة يمكن إزالة الضغط من الورم -في جدار الديسك- بإجراء تمرين ضم وأرجحة الركبتين نحو الصدر .
وعلى العموم، ستكون المنافع قصيرة الأمد ولن تجدي كثيراً، إذا لم تتم إراحة وتخفيف التشنج العضلي بعلاج طبي .
وعندما يتم تسكين وتخفيف التهاب العصب، يصبح الأمر الأكثر أهمية، فصل الفقرة بشكل مستديم، وتخفيف الضغط على الديسك “تمارين إسناد الظهر وتمارين الركوع هي الأفضل في هذه المرحلة” .
المرحلة الخامسة: انحباس العمود الفقري بوضع ثابت
الأعراض:
يكون الظهر متصلباً للغاية، ويبدو عاجزاً عن الحركة .
ويصبح من المستحيل إمالة الظهر نحو الأمام “إذا حاول المريض لمس أصابع قدميه مثلاً، يشعر بألم شديد يعجزه عن تكملة هذا الفعل البسيط” . وبمعزل عن هذا التصلب، تكون الأعراض مماثلة لحالة تخلخل الديسك “الحادة” . والفرق بين الحالتين هو المدى الزمني الطويل، الذي يفضي لحدوث حالة تصلب الظهر .
الأسباب:
هذه الحالة هي الإفراز الأخير لانفصال قطعة من الحبل الشوكي، وهي حالة نادرة جداً، تحدث عندما يتضاءل الديسك بدرجة كبيرة ويصبح مسطحاً “مما يعني أن الفقرة المجاورة له توشك على ملامسته” .
وتسهم عوامل مثل الافتقار للياقة بدنية وصحية سليمة، وزيادة الوزن أو النوم في فراش بالغ النعومة، في زيادة مخاطر -أو استفحال حالة- شخص يتسم ظهره بالهشاشة والقابلية للعطب .
ما الذي يمكن فعله؟
قد تكون بحاجة إلى جراحة، ولكن في المراحل الأولية، اعمل بخطوات العلاج المتبعة في حالة نتوء “أو تدلي” الديسك الحادة “المرحلة 4” وذلك بعد استشارة طبيب .
وعندما يخف الألم، اشرع فوراً في معالجة الظهر بالطرق الطبيعية . “تربيت أصابع القدم ينبغي أن يبدأ في أسرع وقت ممكن لكي يعتاد العمود الفقري على التحكم في الانحناء والثني” .
ويمكنك أن تستعين أيضاً بتمارين الركوع “ووضع جلسة القرفصاء”، وتمارين إسناد الظهر لأنها تسهم في زيادة نمو الديسك .
وينبغي عليك أن تحذر من خطأ يقع فيه أغلبية المصابين بمتاعب وآلام في العمود الفقري، بإجرائهم لتمارين استطالة ومرونة كثيرة جداً “تجعل ظهورهم في حالة ألم مستمر”، وإهمالهم للتمارين التي تعمل على تلطيف وتسكين أوجاع الظهر “مثل تمارين ضم ورفع الركبتين”.