عدد الرسائل : 4 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 27/03/2012
موضوع: المرحوم" طالب مهنا " الأربعاء 28 مارس 2012 - 8:05
حزنت كثيراً عند سماع نبأ وفاته .. كانت مفاجئة غير سارة وغير متوقعة ... لكنه القدر لا يحتكم الى الشورى والعدل .. فهو يساوي فقط بين الاحياء عندما يمنحهم حقوق الموت .. انه اكثر الانظمة استبداداً وغرابةً في الكون .. في النهاية .. لا اعتراض على حكم الله .. توفي طالب مهنّا .. رحمة الله عليه .. الان وبعد مضي عام على وفاته .. وفي صدفة انترنت اثر دخولي لاول مرة على موقع منتدى صلخد وقبله موقع سويداء الوطن.. قرأت ما لم اعرفه سابقاً عن هذا الفقيد الغالي ... عاد لي الحزن الذي انتابني قبل عام على وفاته .. لكنه الان كان اكثر شدّةً وعمقاً وذكريات وحضور .. المرحوم ابو مدحت .. كان صديق العائلة في طفولتي .. في دولة الكويت .. وبالمناسبة نحن من نفس القرية الوادعة .. قرية المجيمر في محافظة السويداء .. تذكرته كثيراً حينها .. عندما كان يزورنا في شقتنا بالكويت .. وعندما كان يصحبنا مع الاهل والاصدقاء الى جمع المشاوي في " البر " وهي منتزهات برية لم يصنعها او يتدخل الانسان كثيراً في تغيير طبائعها .. كان وقتها عازباً .. وفي بدايات غربته الطويلة ..الكادحة والتي تكللًت بالنجاح مع مرّ الايام والسنين .. اذكر بأنه كلّف والدي حينها لقربه منه ومن اهل زوجته فيما بعد ، لطلب يدها وخطبتها من اهلها وكنًا جميعاً من نفس القرية .. واذكر عرسه الذي اقيم فوق سطح البناية التي نسكنها نحن واهل عروسه في الكويت .. والكثير من الذكريات الاخرى .. وهكذا مرّت السنين .. عدنا الى سوريا وبقي مع عائلته في الكويت .. وكبرنا وتباعدت الاماكن والظروف بقدر ما اجتمعت مستقبلاً في مكان واحد هو القرية لكن بذات الوقت اختلفنا في وجهات السفر والغربة واللقاء وكل شيء تبدّل وتغيير ولم نلتقي كثيراً من حينها .. الان .. تزداد مفاجأتي .. ومعها حزني .. ومعرفتي .. بالفقيد ابو مدحت .. لاكتشف وانا اتصفّح المنتديات الاجتماعية والمواقع الالكترونية بأن " المرحوم طالب مهنّا " يكتب وينظم الشعر الشعبي العذب .. وانه يتواصل بكل محبة وود وفاعلية وتفاني مع الكثير من المواقع والمنتديات والانشطة ... عجبت من نفسي كيف لم اكتشف ذلك في وقت مضى ولم اتمكن من التواصل معه او قراءة اشعاره والتعرف عليه من جديد .. عجبت من نفسي ولمتها على قصورها .. وأعجبت كثيرا وكثيراً بذاك الرجل المعطاء الذي لم تجف ينابيعه المتنوعة ابداّ الاّ بسبب حكم القضاء والقدر .. انه الموت سيد الجميع شئنا ام ابينا .. رحمة الله عليك يا طالب مهنّا باسمك الكبير والرائع .. فخراً لي بان اكون قد عرفتك كثيرا في طفولتي .. وعتباُ مني على نفسي لاني لم اعرفك كثيراً في شبابي .. ورصيداً حميماً لي بان أكون من نفس القرية التي تنتمي لها .. ومن ذات الجبل والوطن والهوى .. فكم ايقنت وايقنت بأن الارواح تلتقي كثيراً وكثيراً في زفراتها ومشاعرها وهواجسها رغم ان الاجساد تبتعد عن بعضها في زحمة الايام
رحمة الله عليك .. ولعائلتك الكريمة كل العزاء و المحبة والاحترام ....