عدد الرسائل : 2006 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 21/01/2009
موضوع: الجينات أهم من الصحة لطول العمر الأحد 21 أغسطس 2011 - 9:07
أظهرت دراسة جديدة أن خيارات العيش وأنماطه قد لا تكون العامل الأساسي الذي يحدّد إن كنا سنتخطى ال 95 من العمر، بل الجينات .
وذكر موقع (هلث دي نيوز) الأمريكي أن باحثين في جامعة (ألبرت آينشتاين) وجدوا أن كثيراً من المسنين اتبعوا عادات صحية سيئة كأي شخص خلال سنوات شبابهم . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة جيل كراندال “بالطبع، لا تأخذوا هذا حجّة لإيقاف التمارين الرياضية والتمتع بغداء مليء بالبطاطا المقلية وشرائح اللحمة والتدخين . إن نمط الحياة يؤثر . لكن يبدو أن الجينات توفر دفعة إضافية لمن يعيشون أطول” .
أضافت كراندال إن المكون الجيني الذي يسمح للأشخاص أن يعيشوا طويلاً “ربماً قوي جداً”، حتى أنه يبطل آثار أنماط العيش غير الصحية .
وأشارت الباحثة إلى أن المسنين الذين تخطوا ال 95 من العمر وشملتهم الدراسة لم يتبعوا نظاماً صحياً معيناً، ولم يتفادوا التدخين ولم يقوموا بالتمارين الرياضية أكثر من الباقين .
وتبيّن من خلال الدراسة، على سبيل المثال، أن 43% فقط من الرجال فوق ال 95 كانوا يقومون بتمارين رياضية منتظمة وبصورة معتدلة .
والمثير في الأمر، أن الرجال والنساء الذين شملتهم الدراسة كانوا أكثر عرضة للوزن الزائد، لكنهم أقل عرضة للإصابة بالسمنة .
يذكر أن فريق العلماء الصينيين توصل إلى أن الجينات الوراثية المسؤولة في أغلب الأحيان عن تحديد ملامح الشخصية مثل لون البشرة، العين، طول القامة أو قصرها، هي نفسها المسؤولة عن طول العمر، وذلك بعد دراسات وأبحاث تواصلت على مدار ثمانية أعوام .
وقال العلماء انهم توصلوا في دراساتهم إلى أن المادة “دي” الموجودة في الحمض النووي “دي إن ايه” هي المسؤولة بشكل رئيسي عن طول العمر الذي يتمتع به المعمرون من البشر ممن تجاوز أعمارهم الثمانين عاماً، والذين يعيش غالبيتهم في الدول الآسيوية .
وأشار البروفيسور الصيني بان شانج لينج إلى أن هذه الدراسات التي أجريت على مجموعة من المعمرين أوضحت أن نشاط المادة “دي” يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف قياساً بنشاطها لدى الناس العاديين وهو ما يسهم في تخفيف الأضرار التي تتعرض لها خلايا الجسد، كما أثبتت أن بعض الجينات لأجساد المعمرين والموجودة في كريات الدم البيضاء تلعب دوراً رئيساً في التفاعلات الكيميائية داخل أجسامهم، ما يزيد من قوة مناعتهم في مقاومة الأمراض ومن ثم تأخير مظاهر وعلامات ومتاعب وأمراض الشيخوخة .
كما أكد باحثون يعملون في أربعة مراكز للبحوث العلمية في الولايات المتحدة أنهم توصلوا إلى تحديد شفرات جينية معينة قد تلعب دوراً مهماً في الطريقة التي يتقدم فيها البشر في العمر .
وقام فريق العلماء بدراسة التركيبات الجينية لمجموعة من الأشقاء والشقيقات المعمرين بلغت ثلاثمئة وثمانية أشخاص عاشوا إلى عمر التسعين على الأقل، ومنهم من بلغ الثامنة والتسعين عاما، فوجدوا أن عدداً كبيراً من المعمرين قد ورثوا مجموعة من الجينات في الكروموسوم الرابع . ويأمل العلماء أن تساعد هذه النتائج، التي نشرت في مجلة أكاديمية العلوم القومية الأمريكية، على تحديد الجينات التي يمكن أن تساعد في المستقبل على التوصل إلى إيجاد علاج للأمراض التي تظهر في سن الشيخوخة، مثل أمراض القلب والزهايمر .
وقال البروفيسور لويس كونكل، الذي أشرف على الدراسة، إن نسبة وجود جينات مشتركة للأشقاء بلغت خمسة وتسعين في المئة وهي نسبة لا يمكن اعتبارها محض صدفة .
وأضاف كونكل أنه من الواضح الآن وجود علاقة بين طول العمر والتركيبة الجينية للمعمرين .
وأكد أنه إذا كان هناك شخص واحد معمر في العائلة بلغ عمر المئة عام، فعلى الأغلب سيكون له شقيقان أو ثلاثة يعيشون لعمر المئة أيضاً .
وفي الوقت الذي يعتبر هؤلاء الأشقاء محظوظين لتوارثهم جينات تطيل من عمرهم، فهم محظوظون أيضاً لعدم توارثهم جينات أمراض قاتلة مثل أمراض القلب والجلطة والسرطان والزهايمر .
وقال كونكل إن العمل الشاق يبدأ الآن لأنه يتوجب على العلماء العثور على الجينات المسؤولة عن طول العمر ضمن نطاق منطقة الكروموسوم الرابع، وهي عملية معقدة للغاية لوجود أكثر من خمسمئة جين في تلك المنطقة . وفي السياق نفسه أظهرت دراسة أمريكية أن بعض العائلات أكثر عرضة من غيرها للتمتع بطول العمر والصحة الجيدة .
وقال علماء أمريكيون إنه عند وجود معمر واحد في عائلة ما، فعلى الأغلب سيكون له أشقاء أو شقيقات يعيشون لعمر المئة أيضاً .
ويعتقد العلماء إن الجينات وعوامل بيئية قد تفسر ظاهرة طول العمر في بعض العائلات .
وتوصل العالمان توماس بيرل من معهد نيو إنجلند لدراسة المعمرين في ولاية بوسطن، وجون ويلموث من جامعة كاليفورنيا إلى هذه النظرية بعد دراسة 444 عائلة أمريكية .
ووجد العلماء أن كل عائلة كان فيها شخص واحد على الأقل عاش إلى عمر المئة أو أكثر . ووجدوا كذلك أن نسبة بلوغ أشقاء المعمرين عمر المئة كان 17 مرة أكثر من المعدل العام للسكان، وأن نسبة بلوغ شقيقات المعمرين المئة من أعمارهن زادت ثمانية مرات أكثر عن الآخرين . وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن أشقاء وشقيقات المعمرين يتمتعون بوجه عام بصحة أوفر من بقية السكان . وتبين أن معدل وفاة شقيقات المعمرين بعمر مبكر كانت 50 في المئة أقل من نسبتها عن بقية السكان، وكذلك انخفضت نسبة وفاة أشقاء المعمرين . وتدعم الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة أكاديمية العلوم القومية الأمريكية دراسات سابقة ربطت بين طول العمر والوراثة .
ويعتقد العلماء أن هناك علاقة بين طول العمر والتركيبة الجينية للمعمرين . ووجد الدكتور بيرل العام الماضي أن عدداً كبيراً من المعمرين ورثوا مجموعة من الجينات في الكروموسوم الرابع الذي “يشير لدرجة كبيرة” إلى علاقة بطول العمر .
ولكن يعتقد عدد من العلماء في المعهد القومي الأمريكي للشيخوخة أن الدور الذي تلعبه الجينات في تحديد طول العمر لا يزال غير واضح .
وأكد العلماء أن هؤلاء الأشقاء يعتبرون حالة خاصة لتوارثهم جينات تطيل من عمرهم، وعدم توارثهم جينات أمراض قاتلة .
وقال العلماء يبدو أن هؤلاء الاشخاص يقاومون الأمراض بشكل أفضل طول حياتهم . وأكدوا أن دراسة هذه الحالات ستساعد على فهم العوامل الجينية والبيئية التي قد تساعد على طول العمر والتمتع بحياة صحية . يذكر أنه لم تقم أي محاولة في الماضي لتمديد عمر البشر عبر إجراء تعديلات جينية، ولكن العلماء يأملون التوصل إلى عمل ذلك بتعديل عدد من الجينات فقط .
وقد تمكن العلماء سابقا من تطويل عمر مخلوقات بسيطة التركيب مثل الدودة الخيطية وحشرة الفواكه .