دبلوماسية اللاحياء

لايبتعد كثيرا المشهد الذي خطف قلوبنا جميعا عندما قامت عصابات مسلحة باختطاف عناصر من الأمن والجيش والمدنيين وقتلهم والتمثيل بجثثهم ورميهم من فوق جسر على نهر العاصي لايبتعد أبدا..

هذا المشهد في مضمونه ورمزيته عن مشهد من تنكر بلقب المعارض السوري وذهب واجتمع مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بذريعة (الحرية) التي تحاول السياسة الأميركية أسر قرارنا بها.‏

فالمشهد الاول يستهدف اشعال الفتنة في الداخل السوري وهز صورة الامان والاستقرار التي طالما لازمته في محاولة لتفتيته واشغاله ,اما المشهد الثاني فيزج شخصيات معارضة لا تمثل الشارع السوري تقيم في الخارج ولا تلامس واقع الداخل السوري وليست على دراية كافية به ، بل انها حين تواجه حقيقة مايجري تحاول قلبها واستجرارها لمصلحتها ومصلحة تاريخ حقدها السياسي، ومصلحة سيناريوهات السياسة الاميركية الداعمة لها.‏

فكلا المشهدين وجه لتآمر واحد، وما يحدث ميدانيا مكمل لما يجري سياسيا والغاية واحدة ترمي لخرق وتحطيم الصورة التاريخية اللامعة لسورية، تلك الصورة التي طالما كان الأمان والاستقرار الداخلي والمواقف الوطنية والقومية الثابتة هي الأبرز فيها .‏

اما عراب هذين المشهدين فكان وزير الخارجية الفرنسية الآن جوبيه الذي تعامى تماما عما يحدث ميدانيا في سورية ورفض الاعتراف بوجود جماعات تخريبية وارهابية تحاول تمزيق النسيج السوري، وخرج مؤخراً على المنابر الاعلامية مشككا بما يتم انجازه من اصلاحات في بلدنا وواصفا قانون التعددية الحزبية بالاستفزازي!‏

لن نسأل عمن فوض آلان جوبيه لتقييمنا والتدخل في شؤوننا الداخلية كدولة مستقلة لها سيادتها فنحن على دراية بأن تصريحات جوبيه تعكس طبيعته السياسية ودوره في المؤامرة على سورية بوصفه رئيسا لدبلوماسية ساركوزي الطامع بسياسة فرنسية استعمارية في المنطقة العربية وهنا نقول( ان لم تستح فاخرج كما خرجت الدبلوماسية الفرنسية ومن قبلها الاميركية وجاهر بمطامعك واستعمارك على حساب استقرار الشعوب