عدد الرسائل : 817 العمر : 67 Localisation : الكويت تاريخ التسجيل : 11/12/2009
موضوع: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الأربعاء 18 مايو 2011 - 9:19
صفحات مشرقة من تاريخ سورية .. وزراء شعراء
عناق السيف والقلم .. أثرى المكتبة العربية بالإبداع الباذخ على مدى الزمان .. ونستحضر في معرض التاريخ محطات لمعت فيها العبقرية الشاعرية في نفوس أمراء وزراء كابن زيدون وأبي فراس وسيف الدولة وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم .. وفي ومضة خاطفة نستعرض فيما يلي بعض السوريين الذين جمعوا الإمارتين الوزارة والملكة الشاعرة في النصف الأول من القرن العشرين .
عناق السيف والقلم .. أثرى المكتبة العربية بالإبداع الباذخ على مدى الزمان .. ونستحضر في معرض التاريخ محطات لمعت فيها العبقرية الشاعرية في نفوس أمراء وزراء كابن زيدون وأبي فراس وسيف الدولة وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم .. وفي ومضة خاطفة نستعرض فيما يلي بعض السوريين الذين جمعوا الإمارتين الوزارة والملكة الشاعرة في النصف الأول من القرن العشرين .
فارس الخوري (1877-1962 ):هو فارس بن يعقوب الخوري من رجال السياسة والأدب والقانون والاقتصاد ، ومن أبرز رجال الحركة الوطنية السورية استحوذ على إعجاب الأعداء وتقديرهم قبل أن يفوز بإعجاب الأصدقاء ، وفرض شخصيته على العالم اجمع ولم يتحول عن مواقفه الوطنية ضد الاستعمار ، بدأ حياته العملية مدرساً للرياضيات في لبنان ودمشق ، وعمل مترجماً لدى القنصلية الانكليزية بدمشق ، ودرس القانون بمفرده ، ثم انتخب نائباً في ( مجلس المبعوثان ) في استانبول وهناك انتسب إلى الجمعيات السرية المناهضة للأتراك فألقي القبض عليه واتهم بالتآمر على الحكم التركي فنفي وسجن في استانبول ، وعند تشكيل الحكومة العربية بزعامة الأمير فيصل عاد الخوري إلى دمشق وعين وزيراً للمالية ، وبعد احتلال الفرنسيين لدمشق عاد لمزاولة مهنة المحاماة وأسس أول نقابة للمحامين وانتخب رئيسا ً لها ، ثم عين أستاذا ً في معهد الحقوق ، ومشاوراً لبلدية دمشق وكان من مؤسسي أول مشروع وطني وهو مشروع جر مياه عين الفيجة إلى دمشق ، وشارك مع د. الشهبندر في تأسيس حزب الشعب الذي ساهم في التخطيط للثورة السورية الكبرى فاعتقلته السلطات الفرنسية وزج في سجن أرواد ، وبعد الإفراج عنه اختير الخوري وزيرا ً للمعارف ولكنه ما لبث أن استقال احتجاجا ً على قصف الفرنسيين لدمشق فألقت السلطات الفرنسية القبض عليه ونفته إلى الجزيرة السورية ، وساهم الخوري في تأسيس (الكتلة الوطنية ) ، وفي عام 1936 اختير ضمن الوفد السوري المفاوض للتوقيع على معاهدة الاستقلال مع الحكومة الفرنسية وبعد عودته شارك بالانتخابات النيابية وفاز بمقعد نيابي ثم انتخبه الأعضاء رئيسا لمجلس النواب ، وقد كلف الخوري بتشكيل الوزارة أربع مرات (1944-1955 ) ، ومثل سورية في المحافل الدولية ( 1946-1951 ) وترأس خلالها مجلس منظمة الأمم المتحدة ، وفي عام 1955 اعتزل الحياة السياسية ، ثم أقعده المرض حتى وفاته عام 1962.
فارس الخوري شاعراً :
منذ طفولته عشق فارس الخوري الشعر والأدب فحفظ مئات القصائد ، وساعده ذلك على نظم الشعر مبكرا ً وصال في فنونه وأبوابه كلها فنظم قصائد في الغزل والرثاء والشعر الوطني ، أما أجمل قصائده على الإطلاق فهي القصيدة الغزلية التي ناجى بها زوجته وهو سجين في استانبول في نهاية الحكم التركي وفيها يقول :
لله درك ما أحلى مزاياك * وما أعزك في نفسي وأسماك
لقد تعلمت من الحب أخلصه * حتى تعلم قلبي كيف يهواك
ويقول الأديب والصحفي عبد الغني العطري في شعر فارس الخوري :
(( كان فارس الخوري شاعرا ً مبدعا ً ، رقيق العبارة ، متين القافية في أكثر ما نظم من الشعر .. ولكن السياسة والنضال الوطني ومجموعة من المشاغل العلمية والقومية والحياتية جعلته يدفن موهبته الشعر ، فخسرناه شاعرا ً كبيرا ً محلقا ً ، كاد باستطاعته أن يقف إلى جانب فحول الشعر .. )) وقد جمعت أشعاره في ديوان لا يزال مخطوطا ً ونأمل من حفيدته الأديبة السيدة كوليت خوري أطال الله عمرها أن تظهره إلى النور كما أظهرت أوراقه ومذكراته القيمة .
بدوي الجبل ( 1904-1981) :
وبدوي الجبل هو وزيرنا وشاعرنا الثاني وأسمه الأصلي محمد الأحمد ، نشأ في كنف والده الشاعر والأديب الشيخ سليمان الأحمد عضو المجمع العلمي بدمشق .
بدأ انشغال بدوي الجبل بالسياسة منذ كان طالبا ً على مقاعد الدراسة في مدرسة التجهيز ( مكتب عنبر ) بدمشق ، حيث كلفه الملك فيصل بمرافقة الوفد العسكري الذي يرأسه وزير الحربية يوسف العظمة إلى المجاهد الشيخ صالح العلي وذلك في عام 1920 من أجل دعم وإمداد الثورة التي أشعلها ضد الفرنسيين ، وبعد أن علم الفرنسيون لمهمة بدوي الجبل ، ألقي القبض عليه في حماه ثم سيق إلى سجن أرواد ، وأفرج عنه لصغر سنه فعاد إلى العاصمة دمشق وبدأ ينشر قصائده ومقالاته في صحف ومجلات دمشق وبيروت ، ثم عاد إلى اللاذقية وعين عضوا ً في المجلس التمثيلي ، ثم انتسب إلى ( الكتلة الوطنية ) وناضل في سبيل استقلال وطنه ونظم قصائد وطنية أدت إلى اعتقاله مرات عديدة وفي عام 1954 اختير وزيرا ً للصحة في وزارتي صبري العسلي وفارس الخوري ، ثم عين وزيرا ً للدولة في وزارة سعيد الغزي حتى عام 1956 ثم غادر البلاد وأقام في لبنان حتى عام 1964 وعاد إلى سورية بعد أن اعتزل العمل السياسي وتفرغ للمطالعة ونظم الشعر حتى وفاته عام 1981 .
بدوي الجبل شاعراً :
يعود الفضل في تفتح قريحة بدوي الجبل الشعرية إلى والده الشاعر الشيخ سليمان الأحمد الذي أصبح جميع أولاده شعراء وهم محمد واحمد وفاطمة الأحمد ( فتاة غسان ) ، فقد علمهم حفظ القرآن الكريم والنحو والصرف ، وحفظ بدوي الجبل دواوين فحول الشعراء ، وقد صرح بأنه قرض الشعر لأول مرة وهو على مقاعد الدراسةً في مدرسة ( مكتب عنبر ) بدمشق عام 1920 ، ثم اخذ ينشر في الصحف والمجلات نفائس شعره وقد أعجب بشعره الأديب والصحفي ( يوسف العيسى ) ولقبه ببدوي الجبل ، ثم أخذ ينشد بواكير شعره في أندية دمشق ، وفي عام 1925 طبع أول ديوان له وأهداه للشهيد يوسف العظمة مما أزعج السلطات الفرنسية فأمرت بمصادرة الديوان ، وتابع بدوي الجبل نظم قصائده وندد بسياسة الانتداب الفرنسي وسجن بعد نظمه لقصيدة ( باريس ) ومن أبياتها :
سمعت ( باريس ) تشكو زهو فاتحها * هلا تذكرت يا ( باريس) شكوانا
عشرين عاما ً شربنا الكأس مترعة * من الأذى فتملي صرفها الآنا
وعن عبقرية الشاعر البدوي يحدثنا الشاعر نزار قباني قائلا ً :
)) السيف اليماني الوحيد المعلق على جدار الشعر العربي ، في حنجرته ألف لبيد وألف شريف رضي ، وألف أبي تمام ... لا تستطيع إلا أن ترفع قبعتك وتنحني باحترام أمام عبقريته (( .
خليل مردم بك (1895-1959 ) :
ومن وزرائنا الشعراء خليل مردم الشاعر الوطني والدبلوماسي والأديب وناظم النشيد الوطني السوري ، بدأ نضاله الوطني في أواخر العهد التركي مع ابن عمه عثمان وقد أحيلا إلى ديوان الحرب في عاليه بلبنان ، ونظرا ً لحدثاتهما أفرج عنهما ، وأثناء دخول طلائع الجيش العربي إلى دمشق هلل خليل مرد م ونظم قصيدة يقول فيها :
لك الهنا بدمشق الشام قد برزت * تستقبل الجيش في أثوابه القشب
وبعد احتلال القوات الفرنسية لدمشق نظم القصائد الوطنية التي تدعو إلى الفداء والثورة وحمل السلاح في وجه المحتل ، فلاحقته السلطات الفرنسية فهرب إلى لبنان ومنها إلى مصر ، وبعد صدور العفو عنه عام 1929 زاول مهنة التدريس في ( الكلية العلمية الوطنية ) ثم تفرغ للعمل في المجمع العلمي وخلال الفترة ( 1943- 1953) اختير مردم بك وزيرا ً للمعارف والصحة والخارجية ، وبعدها تفرغ للعمل في المجمع العلمي بعد انتخابه رئيسا ً له حتى وفاته .
الأمير عادل أرسلان ( 1887-1954) :
من زعماء الحركة الوطنية في سوريا لقب بأمير السيف والقلم ، وكان من قادة الثورة السورية الكبرى ، وقد اختير وزيرا ً للمعارف في وزارتي سعد الله الجابري وجميل مردم ( 1946-1949 ) ثم اختير نائبا ً لرئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة حسني الزعيم عام 1949 ، ومن أجمل قصائده تلك التي نظمها عندما كان لاجئا ً مع رفاقه الثوار في ( الأزرق ووادي سرحان ) وصف فيها الظروف القاسية التي كابدها المجاهدون هناك :
طال انتظاري للنهار والصبيح * ماذا على الأجفان لو تستريح
كل رغيف حوله تسعة ٌ * كأنما صلى عليه المسيح
عبد السلام العجيلي :
ومن الوزراء الشعراء عرف الأديب الطبيب عبد السلام العجيلي التي فاقت مؤلفاته في القصة والرواية وأدب الرحلات والسيرة الذاتية والمقامة والشعر 40 كتابا ً ، وقد أصدر خلال حياته ديوانا ً واحد ا ًهو ( الليالي والنجوم ) عام 1951 وترك مجموعة كبيرة من القصائد والأشعار لا تزال مخطوطة ، ومن أشهر قصائده ( توبة ) وهي قصيدة غزلية نظمها في فاتنة حسناء حاولت أن تعيده بنظراتها إلى أيام الشباب فقال :
أنا تائب لو أن جفني يعينني * بكيت وأذرفت الدموع على نفسي
تحبينني يا حلم عمري ، أم ترى * وهمت فأنكرت الشعاع على الشمس ِ
ويعلل العطري انصراف العجيلي عن كتابة الشعر فيقول:
(( لم يعرف العجيلي شاعرا ً إلا في نطاق محدود ولو أعطى عبد السلام اهتمامه الكافي للشعر لكان في مقدمة الشعراء تحليقا ً غير أن تعلقه بالقصة والرواية ، فاق اهتمامه بالشعر )) .
الأمير مصطفى الشهابي ( 1893-1968) :
هو العالم الزراعي والدبلوماسي واللغوي شغل منصب محافظ حلب واللاذقية ، واختير وزيرا ً في العديد من الوزارات السورية ( 1936-1949) ،وتحدث العطري عن شعره قائلا ً : (( الشهابي لم يول الشعر شيئا ً من اهتمامه ، غير أنه قال بعض الشعر في مناسبات قليلة ونشر بعضه أيضا ً ((.
ومن القصائد الوطنية التي نظمها الشهابي عندما حاولت فرنسا تقسيم سوريا إلى دويلات :
دول بأرض الشام جاءت هزأة ً * راموا بها حكم الضعيف المنهك
كغيض من فيض بذلنا قصارانا لنلقي الضوء على لقاء إيقاع الشعر مع أرباب السياسة والفكر وهناك زيادة لمستزيد في مجال أفردت له الثقافة العربية صفحات مشرفة دون فيها الشعراء الوزراء خلاصة أرواحهم وهم يسكبون دماءهم حبرا ً ينير دروب الأجيال العربية إلى المستقبل الزاهر المجيد
موقع شاميات - موسكو
ست الحبايب مشرفة
عدد الرسائل : 2006 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 21/01/2009
موضوع: رد: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الأربعاء 18 مايو 2011 - 10:21
كلها اسماء عظيمة وكبيرة ولها تاريخ طويل ونفخر بذكرها في كل الازمان والتكلم عنها وعن اعمالها
اخ كمال اشكرك على ما أتحفتنا به لك مني كل التقدير والاحترام
كمال العنداري صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 817 العمر : 67 Localisation : الكويت تاريخ التسجيل : 11/12/2009
موضوع: رد: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الخميس 19 مايو 2011 - 20:44
الاخت ست الحبايب اشكر مرورك وكم نحن الان بحاجة لاستذكار هؤلاء الناس الذين رفعوا اسم الوطن عاليا
مروان شجاع صلخدي
عدد الرسائل : 47 العمر : 67 تاريخ التسجيل : 20/05/2011
موضوع: رد: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الجمعة 20 مايو 2011 - 17:12
الاخ كمال ... شكراً لك على هذا الموضوع ..الذي استطعت من خلاله
تسليط الضوء
على هذه النخبة ..التي نعتز بها ... ونرفع رؤوسنا بهم ... وكم نحن مقصرين بحقهم
ها انت تذكرنا بهم مشكوراً من خلال تسليط الضوء عليهم ... لك كل الشكر والتقدير
تقبل مروري اخي الكريم ... لك مني كل الشوق والاحترام
كمال العنداري صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 817 العمر : 67 Localisation : الكويت تاريخ التسجيل : 11/12/2009
موضوع: رد: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الأحد 22 مايو 2011 - 16:11
الاخ مروان اهلا بك على صفحات منتدى صلخد ولم اعلم من قبل انك اصبحت عضو هنا كما اشكرك على المرور على مساهمتي هنا لنستذكر معا الشخصيات التي سطعت في تاريخ سورية لك كل التقدير مع تحياتي
عماد جاد الله عبيد صلخدي
عدد الرسائل : 32 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 06/01/2010
موضوع: رد الإثنين 23 مايو 2011 - 12:22
خط الارض بطول وعرض..وعود الزان بيلوي لي الجسم بيفنا تحت الارض..الاْسم بيبقا شخص حي اخي الكريم الف شكرلك على هذه المواضيع الرائعه
كمال العنداري صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 817 العمر : 67 Localisation : الكويت تاريخ التسجيل : 11/12/2009
موضوع: رد: صفحات مشرقة في تاريخ سورية ... وزراء شعراء الإثنين 23 مايو 2011 - 20:16
اشكر الاخ عماد عبيد واعتقد انك من زمان ما بينت على صفحات المنتدى عسى ان يكون المانع خير لك تحياتي