هـيـثـم شحـاذه غـــزالــة مشرف عام
عدد الرسائل : 4099 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: الأسد: إسرائيل تقوم بدور السارق الذي أخذ شيئاً لايمتلكه.. وه الجمعة 10 ديسمبر 2010 - 10:06 | |
| اعتبر الرئيس بشار الأسد أن إسرائيل عبر إجرائها استفتاء على الانسحاب من الأراضي المحتلة تقوم بدور السارق الذي أخذ الشيء الذي لايمتلكه ويذهب إلى سوق الحرامية لكي يبيعه وهذا الشيء مرفوض منطقيا وقانونيا وأخلاقيا".
وأعرب الرئيس الأسد, في تصريحات له عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه بباريس, عن تقدير سورية للموقف الفرنسي اتجاه ما صدر وأعلن في إسرائيل الشهر الماضي حول إصدار قانون لإجراء استفتاء من أجل الموافقة على الانسحاب من الأراضي المحتلة, مؤكدا على أن "إسرائيل في هذا الإطار تقوم بدور السارق الذي أخذ الشيء الذي لايمتلكه ويذهب إلى سوق الحرامية لكي يبيعه وهذا الشيء مرفوض منطقيا وقانونيا وأخلاقيا".
وبدأت ظهر الخميس القمة السورية الفرنسية بين الرئيسين الأسد وساركوزي تخللها غداء عمل في الاليزيه, وجرى استعراض مسيرة التطور الذي تشهده العلاقات السورية الفرنسية والخطوات المبذولة لتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات بما يتناسب مع عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على "أهمية البناء على جسور الثقة المتبادلة بين الجانبين لمواصلة الارتقاء بهذه العلاقات وتوسيع آفاقها بما يخدم مصالح سورية وفرنسا المشتركة وسعيهما لتحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط لما له من آثار ايجابية على أوروبا والعالم".
وفي الشأن اللبناني؛ أشار الأسد إلى أن "هناك تنسيق فرنسي سوري وتنسيق فرنسي سعودي حول الوضع في لبنان", لافتاً إلى أنه "لا توجد مبادرة كما يطرح وبالمحصلة فان الحل هو لبناني وليس سوريا أو فرنسيا أو سعوديا".
وقال "ما نريد أن نقوم به, وما ناقشناه اليوم وسابقا مع السعودية, هو كيف نسهل الأفكار التي تطرح لبنانيا لنرى أين تلتقي هذه الأفكار من خلال إجراءات, لأننا نرى أن كل الأطراف ليس لها مصلحة بالفتنة في لبنان".
وردا على سؤال بشأن التفاهم السوري السعودي حول لبنان وما يمنع تطبيقه حتى الآن وانضمام فرنسا إلى هذا التفاهم؛ أجاب الأسد "هذا السؤال يتناول موضوعا داخليا لبنانيا و انطلاقا من احترامنا للسيادة والاستقلال لا نريد أن نتدخل في هذا الموضوع".
وتبذل سورية والسعودية جهودا كبيرة لإرساء الاستقرار في لبنان، حيث تسود الساحة اللبنانية أجواء من التوتر السياسي الحاد جراء تداعيات تسريبات القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، والذي يتهم أعضاء بحزب الله بمسؤوليتهم عن الجريمة، فيما ينفي الحزب هذا الأمر ويتهم إسرائيل باغتيال الحريري.
وفيما يتعلق بالوضع الحالي لعملية السلام في المنطقة؛ قال الأسد إن المبادرة الأميركية تحركت منذ أشهر على المسار السوري وعلى المسار الفلسطيني ولكن الواضح حتى الآن أنه "لا يوجد شيء حقيقي", متسائلا في الوقت ذاته "هل نلوم الراعي .. لانستطيع أن نلوم الراعي قبل أن نلوم الأطراف الاساسية".
وأشار إلى أن "هناك طرفا عربيا مستعداً للسلام, وهناك طرف إسرائيلي غير موجود فعليا في عملية السلام أو مانسميه غياب الشريك أو الشريك الوهمي".
وأضاف "شجعنا الفرنسيين على التحرك أكثر وخاصة بعد أن عينوا المبعوث الفرنسي لعملية السلام السيد جان كلود كوسران وسألتقيه لكي نرى ما لديه خلال الفترة التي فصلت بين لقائي السابق معه واليوم.. ولنرى هل هناك أفق ولو أن الآمال ضعيفة ونحن في سورية دائما نتفاءل ولكن التفاؤل لايلغي حقيقة أن الأوضاع أسوأ على الأقل بالنسبة لعملية السلام".
وتشهد عملية السلام في المنطقة حالة من التعثر منذ سنوات جراء التعنت الإسرائيلي ورفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة واستمراره في الوقت ذاته في بناء المستوطنات وتجاهل مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المطالبة بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967, فيما أبدت الدول العربية رغبتها في إحلال السلام في المنطقة.
وردا على سؤال حول سعي فرنسا للعب دور وساطة على المسار السوري؛ قال الرئيس الأسد إن "بحث موضوع السلام مع الجانب الفرنسي كان فقط سابقا عندما أتى كوسران إلى سورية وسمع وجهة النظر السورية", مبيناً أن الحديث مع الرئيس ساركوزي اليوم تناول "إلى أين وصلت الجهود الأمريكية؟".
ولفت إلى أن "الجهود الامريكية لم تصل إلى مكان بسبب تعنت إسرائيل ورفضها عملية السلام, فمن البديهي ألا تصل إلى مكان مع الفرنسيين", مضيفاً "شجعنا الرئيس ساركوزي لكي تتحرك فرنسا قدما للأمام ولكن بنفس الوقت علينا أن نسمع التفاصيل الموجودة لدى كوسران مبعوث عملية السلام المعني بهذا الملف فربما تكون لديه تفاصيل ليست موجودة بالضرورة لدى الرئيس ساركوزي".
وأضاف الرئيس الأسد "بصرف النظر أين كان الموقف الأمريكي بالنسبة للمفاوضات والمستوطنات وأين أصبح فنحن ضد أن يكون الجوهر هو المستوطنات.. هذا خطأ", مؤكدا على أن "القضية هي قضية أرض والأرض ستعود.. من يرد أن يتحدث عن السلام فعليه أن يتحدث عن الانسحاب من الأرض وعن عودة الحقوق وليس عن المستوطنات ونحن في البداية والنهاية لنا نفس الموقف تجاه هذا الموضوع".
وعن إمكانية الدمج بين الدورين الفرنسي والتركي بشأن عملية السلام على المسار السوري؛ قال الرئيس الأسد "لا أعتقد بان هذا الشيء ممكن سواء الدمج أم الفصل لعدم وجود شريك", متسائلا "كيف نطلب راعيا دون وجود شريك والسلام عملية مشتركة بحاجة لطرفين؟".
ولعبت تركيا خلال العامين الماضيين دورا مهما في عملية السلام بالمنطقة عبر رعايتها للمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل, حيث استضافت مدينة اسطنبول 5 جولات من هذه المحادثات قبل أن تعلق نهاية عام 2008 جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي الشأن العراقي؛ جدد الأسد دعم سورية تشكيل الحكومة العراقية حيث انتهى العراق من مرحلة ما بعد الانتخابات وكانت مرحلة صعبة مشيرا إلى أن سورية كانت "قلقة من العقبات التي وقفت في وجه تشكيل الحكومة في ذلك الوقت أو الاتفاق على رئيس الحكومة".
إلى ذلك؛ وصفت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان مباحثات الرئيسين الأسد وساركوزي بأنها "إيجابية جداً, وشملت كل المواضيع وأنها اتصفت بالثقة التي عبر عنها الرئيس ساركوزي من خلال الإشادة بدور سورية في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة."
وقالت شعبان إن الرئيسين الأسد وساركوزي كانا "مرتاحين جدا للنقاش الذي يأتي حلقة اضافية في هذه العلاقة ويبني على ما سبقها", مشيرة إلى أن المواضيع المتعلقة بالشرق الأوسط كانت مطروحة, مضيفة أن الرئيس الأسد أكد على أن "أمن واستقرار لبنان هو دون شك في مصلحة واستقرار سورية وأن العلاقات السورية اللبنانية تصب في مصلحة البلدين".
وأضافت أن "هناك اتفاقا على أن الوضع في لبنان صعب ونأمل أن يكون أفضل لما فيه خير للبنانيين".
وكان الرئيس الأسد والسيدة عقيلته بدأا مساء الأربعاء زيارة عمل إلى فرنسا لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
والتقى الأسد عقيلته صباح اليوم عددا من أعضاء الجالية السورية في مقر إقامتهما في العاصمة الفرنسية باريس.
وزيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا هي الثالثة من نوعها، فقد قام بزيارة فرنسا في تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد زيارته باريس في تموز 2008 للمشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط، والعيد الوطني الفرنسي.
وتشهد العلاقات السورية الفرنسية تطورا متسارعا في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على مختلف الصعد، وخاصة بعد الدور السوري الفاعل في اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية في أيار العام الماضي، إذ قام بزيارة دمشق مرتين في أيلول وكانون الثاني من العام 2008، وذلك بعد توتر ساد العلاقات في عهد جاك شيراك.
| |
|