محافظة السويداء..30 من الريفيين لا ينتجون غذاءهم ذاتياً ..مي
كاتب الموضوع
رسالة
هـيـثـم شحـاذه غـــزالــة مشرف عام
عدد الرسائل : 4099 تاريخ التسجيل : 28/02/2008
موضوع: محافظة السويداء..30 من الريفيين لا ينتجون غذاءهم ذاتياً ..مي الخميس 25 نوفمبر 2010 - 18:57
المشروعات الريفية التي لازمت أهالي ريف محافظة السويداء لأكثر من نصف قرن من الزمن من دون كلل أو ملل بدءاً من تربية الدواجن وانتهاء /بمكدوس المونة/ أصبحت من ذكريات الماضي نتذكرها فقط لمجرد صادف مرورنا من أمام /تنور/ قديم لينطق اللسان وعلى الفور /رحم الله أيام زمان/ إذاً فما كان يزخر به ريف المحافظة من مشروعات اقتصادية أو بالأحرى مصانع ريفية ويدوية صغيرة كانت تدار بأيد محلية كصناعة رغيف الصاج أو التنور وغيرها الكثير، فالآن وللأسف الشديد معظم هذه المشروعات إن لم نقل جميعها قد أذرتها رياح التكنولوجيا حتى بات لا وجود لها إلا ما ندر ومن يتسنى له حالياً زيارة أي قرية في هذه المحافظة بدءاً من العانات وانتهاء بالصورة الكبيرة سيلحظ خلو بيوت أهلها من رغيف عربي، الذي تم استبداله بخبز الأفران الآلية فاعتماد أهالي الريف على الخبز الآلي مرده حسبما ذكر لنا المزارع كمال كيوان من قرية مياماس إلى إحجام المزارعين عن زراعة أراضيهم بمحصول القمح المادة الأساسية لإنتاج الخبز العربي.
إلا أن الأمر لم يتوقف عند رغيف الخبز فاللافت أيضاً أن أكثر سكان الريف اصبحت مونة بيوتهم من العدس – الحمص- البرغل من الأسواق أيضاً.
حتى الخضر (البندورة- الخيار- الكوسا- ..الخ) التي كانت تنتج من حواكير القرى حالياً يتم استبدال هذه الحواكير بالبقاليات والباعة الجوالين إضافة لافتقادها للنوعية الجيدة عدا عن ارتفاع اسعارها.. وعلينا ألا ننسى تراجع عدد مربي الأبقار والمواشي بشكل قل نظيره والتي باتت حكراً على أشخاص محدودين ومعدودين على أصابع اليد الواحدة.
فمقارنة بالفترات الماضية فهي لا تشكل 2% وانحسار تربية المواشي يعود كما ذكر لنا المزارع زيد أبو فخر رئيس الجمعية الفلاحية في قرية القراصة إلى قرارات منع وتحريم الرعي وتربية المواشي ضمن مناطق الاستقرار الأولى والثانية.
فمن خلال جولتنا الميدانية ومشاهداتنا المرئية تبين إن أكثر من 70% من أسر ريف المحافظة تعتمد في غذائها الحالي على الألبان والأجبان المعلبة والمشتراة من السوق المحلية وعلى الحليب المجفف وعلى خضراوات مجهولة المصدر ايضاً.
اضافة لوجود الاف الدونمات لم تزرع أو تفلح منذ سنوات ما يدل على تراجع الانتاج الذاتي لأبناء الريف من هذه المستلزمات التي بتنا صراحة نفتقدها.. حتى الدجاج البلدي لم يعد له وجود باستثناء بعض قرى المحافظة الجنوبية والشرقية.
طبعاً مع عدم خلو هذه القرى من أسر ما زالت مثابرة على هذه المشروعات التي شكلت لها وعلى مدار الأعوام الماضية عماد اقتصادها المنزلي.
وخير مثال على ذلك المزارع والمربي مهنا ذياب الذي ما زال يعد من المربين الاوائل لقطعان الماشية «الأغنام- الماعز) التي كانت وما زالت الركيزة الأساسية لاقتصاد منزله إضافة للعبها دور الموفر والمريح للجيوب.
فإنفاقه على هذه المستلزمات كما ذكر لنا لاشيء كونه مكتفياً ذاتياً فلديه توفير في هذه المستلزمات فقط حوالى 10 آلاف ليرة شهرياً.
فمثلاً ثمن كيلو اللبنة في السوق 125 ل.س وكيلو الجبنة 130 ل.س وكيلو الحليب 25 ل.س وكيلو السمن العربي 1500 ل.س وكيلو اللبن الرائب 30 ل.س الخ.
والأهم معرفته ايضاً بأنه يأكل مواد غذائية ليست مغشوشة فكثير من هذه المواد والتي تباع في السوق أصبحت غير موثوقة وما التقارير الصادرة عن التجارة الداخلية بالمحافظة إلا أكبر دليل على ذلك.
بينما المزارع ياسر الخطيب قال إنه ينفق شهرياً على المواد الغذائية ومونة البيت كالعدس- البرغل- الحمص أكثر من 12 ألف ل.س اضافة إلى اقدامه على شراء مواد غير جيدة وغير موثوقة.
واذا عدنا للبحث عن أسباب تراجع هذه المشروعات سنجدها كثيرة ومتعددة ولنبدأ مع ما قاله المزارع قاسم سويد حيث عزا تراجع تربية الأغنام والماعز وحتى الدواجن إلى قيام الوحدات الادارية بمنع تربية المواشي داخل المخططات التنظيمية اضافة إلى قرارات منع وتحريم الرعي وهذا ما دفعنا إلى الإحجام عن تربيتها وبيع ما تبقى منها، أما تراجع زراعة الاراضي الزراعية بالمحاصيل الحقلية فرده إلى عدم توافر اليد العاملة. وتتالي سنوات الجفاف إضافة لاكتساح هذه الأراضي بحزمة من المشروعات الصناعية أفقدتها ماهية استخدامها..
غلاء الأعلاف
أما رئيس اتحاد فلاحي السويداء السيد خليل أبو راس فقد قال: غلاء المواد العلفية وعدم توفيرها للفلاح كان أهم العوامل المؤدية لإحجام المزارعين عن تربية الأبقار وبالنسبة للزراعات الصيفية سابقاً كانت تعتمد على مياه الأودية والأقنية جراء الهاطل المطري حالياً وبعد تحول معظم وديان المحافظة إلى مصبات للصرف الصحي لم يعد لهذه الزراعة وجود إضافة لتتالي سنوات الجفاف وقيام بعض الفلاحين باتباع الاسلوب الاسهل للربح وهذا ما أدى إلى افتقادنا للخضراوات النظيفة والجيدة.
فمن خلال ما تقدم استنتجنا ان معدل إنفاق الاسرة الوسطي لأكثر من ثلاثة أشخاص في الشهر يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف ل.س فقط ومواد غذائية ومونة وخضر وفواكه طبعاً هذا للأسرة التي لا تعتمد على الإنتاج الذاتي.
بينما الأسرة التي تعتمد على الإنتاج الذاتي ويتجاوز عدد أفرادها الاربعة فهي عكس ذلك تماماً فلنأخذ المربي توفيق خيو الذي يملك ثلاث أبقار فمردود كل بقرة شهرياً 4 آلاف ل.س صافياً فالثلاث مردودها 12 ألف ل.س عدا عن مونة بيته اذاً فبدلاً من ان ينفق يدخل عليه مردود.
قروض
وحالياً هناك جهود حثيثة من الحكومة لتنمية المشروعات الريفية من خلال تقديم الاعانات والقروض كمشروع تمكين المرأة الريفية والحد من الفقر حيث قالت المهندسة هدى زهر الدين رئيسة دائرة تنمية المشروعات الريفية في مديرية زراعة السويداء انه تم منح 122 قرضاً اسرياً منذ عام 2007 ولغاية تاريخه فقط لتربية الأبقار والماعز والأغنام حيث شملت القرى الأكثر فقراً مثل حزم- الشبكي- الكسيب- المغير- خربة عواد- أمتان- وغيرها.
وفعلاً كانت النتائج جيدة وهذه القروض مستمرة بمعدل 5 قرى كل عام.
وأخيراً فقد طالبت أكثر الأسر بتسهيل منح القروض الخاصة بالأبقار والأغنام من المصرف الزراعي وسماح وزارة الزراعة لبعض المزارعين بإحداث مزارع لتربية الأبقار والدواجن من خلال منحها استثناء من دليل تصنيف الأراضي- والعمل على تعزيل الأودية والأقنية وحمايتها من الصرف الصحي كي يتسنى للمزارعين سقاية أراضيهم شتاء ليصار إلى زراعتها بالمحاصيل الصيفية كما كان سابقاً في قرى اللوا.
محافظة السويداء..30 من الريفيين لا ينتجون غذاءهم ذاتياً ..مي