الجريمة المستحيلة

الثلاثاء 12-10-2010م

المشروع الإجرامي كسائر المشروعات الأخرى لا ينفذ دفعة واحدة وإنما يسبق التنفيذ عادة مرحلتان هامتان هما :

مرحلة التفكير ومرحلة التحضير وقد نص عليها في المادة 202 قانون العقوبات الجريمة المستحيلة : هي حالة عدم تمام الجريمة لاستحالة تنفيذها إما لتخلف موضوعها أو لأن الوسيلة المستخدمة لا تصلح لإحداث النتيجة الجرمية المطلوبة هذا ما بدأنا به مع الاستاذة المحامية سحر أبو النصر‏

‏

**‏

وعن المشكلات التي تظهر في موضوع الجريمة المستحيلة ؟‏

هناك حالة الجريمة الوهمية والشريعة الإسلامية لم تعرف الجريمة المستحيلة لأن الفقهاء اهتموا بتقسيم الجرائم إلى تامة وغير تامة على أن نظام التعزيز كان يتسع للعقاب على الجريمة المستحيلة لأن الجاني يعتبر مرتكباً جريمة قائمة بذاتها لأن فيها ترويعاً للآمنين واعتداء على أمن المجتمع فضلاً عن أنه ينم عن شخصية خطيرة تستحق العقوبة للجاني.‏

** ما أركان الجريمة المستحيلة؟‏

هي ثلاثة أركان الركن القانوني والركن المادي والركن المعنوي وورد المادي في المادة 202 قانون العقوبات السوري.‏

** وماذا عن الركن الخاص للجريمة المستحيلة ؟‏

يكون بسبب استحالة تحقيق النتيجة الجرمية المقصودة بسبب ظرف مادي يجهله الفاعل يعتبر ركناً خاصاً في الجريمة المستحيلة وعدم تحقق النتيجة يعود إلى أسباب تختلف عن أسباب عدم تحقق النتيجة الجرمية في الشروع التام . وعلى هذا تكون الجريمة التي قصد الجاني ارتكابها مستحيلة استحالة قانونية إذا تخلف ركن من أركانها ولا عقاب عليها كاغتصاب الأعمى لزوجته ظناً منه أنها امرأة أخرى.‏

** هل الوضع يختلف بالنسبة للاستحالة المادية؟‏

الوضع يختلف وهي التي ترجع لتخلف واقعة مادية مستقلة عن إرادة الفاعل كأن يخطىء الجاني في اختيار المادة المستخدمة في تسميم المجني عليه، ففي مثل هذا المثال لا يجوز أن يستفيد الفاعل من ظروف عارضة لا إرادية بل يجب عقابه خاصة وأن الأفعال التي أتاها لو وقعت في ظروف طبيعية لأدت إلى تمام الجريمة.‏

** ما وجهة نظر المشرع السوري؟‏

رفض نظرية الجريمة المستحيلة فجاءت المادة 202 فقرة (1) من قانون العقوبات السوري على أنه : يعاقب على الشروع إن لم يكن بالإمكان بلوغ الهدف بسبب ظرف مادي يجهله الفاعل.‏

غير أن المشرع السوري أورد في الفقرة الثانية من المادة 202 من قانون العقوبات السوري تخفيفاً وقال:( على أن الفاعل لا يعاقب في هذه الحالة إذا أتى فعله عن غير فهم ) ودون إدراك لعمله بسبب فقدان إمكانية التقدير لديه الناتجة عن فقدان الذكاء وقوة التفكير أو سيطرة الوهم على ذهنه بصورة تفقده الرؤية الصحيحة للأمور ، كمن يحاول قتل شخص بمخاطبة الجن أو بالتعاويذ والشعوذة أو كمن يسدد نار بندقية وهو في دمشق على خصمه المقيم في بيروت قاصداً قتله فهنا لا يكون الفاعل عرضة للعقاب.‏

** هل الفاعل الذي يقدم على جريمته عن غير فهم أو عن سذاجة وغباء لا يكون في حل من العقاب دائماً ؟ بل يسأل عن فعله عندما يشكل هذا الفعل جريمة قائمة بذاتها. فالشخص الذي يحاول قتل آخر بالتعاويذ والسحر لا يعاقب على أساس الشروع التام في القتل ولكن يمكن أن يعاقب في حال تعاطيه هذا السحر بقصد الربح استناداً إلى نص المادة 754 عقوبات سوري.‏

وعن الحلول للجريمة المستحيلة؟‏

أنا في نظري أرى حلاً للجريمة المستحيلة وهو وجوب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية أو الإصلاحية على الجناة إذا كانت الاستحالة غير معاقب عليها في حال الاستحالة المطلقة . كأن يوضع فاعل الجريمة المستحيلة استحالة مطلقة تحت المراقبة أو في مؤسسة تشغيل أو مستعمرة زراعية حتى يتم إصلاحه والحد من خطورته الجرمية وعدم تكراره لأفعاله الجرمية

زائر

سلمت الانامل
علي المعلومات
مشكور وبنتظار كل جديدك

» الجريمة وأركانها