قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عصام يوسف عماد صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 1228 العمر : 44 Localisation : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 12/10/2009
موضوع: قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟ الإثنين 1 مارس 2010 - 19:42
القصة منقولة من كاتبها لااعرف اسمه له الشكر الكبير على جمعها من مؤريخيها
اليكم احداثها فهي طويلة وتجمع عددا كبيرا من القصائد بين دحام والشعراء من السويداء
ارجو منكم متابعتها لانها رائعة جدا
مقدمة: بالرغم من يقيني بأن الخلافات الداخلية كان يُذكي نارها المستعمِر و قد عفا عليها الزمن، و ربما استذكارها لن يكون مناسباً في عصرٍ يترصدنا فيه عدو واحد هو الاستعمار الحديث المتمثل بأمريكا و خنجرها العدو الصهيوني الغاصب، إلاّ أنني و بعد أن رأيت ما رأيت في المنتديات المختلفة، قررت إنصافاً لتاريخ الأجداد أن أكتب القصة كاملة، محاولاً بذل الجهد في أن أكون موضوعياً في إيراد الأحداث ، متحيزاً للتاريخ فقط. اتصف العرب بالفخر الكبرياء و التغني بالأمجاد من غابر الأزمان، لكن ساءني أن أرى أنصاف الحقائق. ما حصل عند تصفحي لعدة منتديات (أحدها يخص عشيرة المعجل) و جدت موضوعاً (نُقل فيما بعد من منتدى لآخر) ذُكرت فيه نصف الأحداث التي سأقدم على سردها، فقد رووا ما يجعلهم يفخرون بتاريخ أجدادهم و أهملوا النصف الذي لا يدعو لذلك، أي ذكروا انتصارهم في معركة (محجة) و قصائد دحام، و هذا أبعد ما يكون عن الصدق و عن إنصاف التاريخ، و لم يذكروا بالطبع أي شيء عن الأسباب التي أدت إلى ذلك الخلاف و تلك المعارك، و تغنّوا مطولاً بدحام و سلسلوا نسبه، حتى ظننت أنه أحد الأنبياء أو من أبطال الأساطير، مما حدا بي للعمل على هذا الموضوع، لا لشيء إلاّ لإظهار الحقيقة و الحقيقة فقط.
وأرجو من الأخوة الأعضاء الذين يلمون بالقصائد التي قيلت لاحقاً و الغير واردة في سياق الموضوع أو الذين يرون أخطاءً في القصائد أن لا يتوانو و لا يضنّوا بها علينا، علّنا نستطيع بالنهاية أن نستكملها.
كما أود التأكيد على أن هذه الأحداث قد أصبحت جزء من الماضي البعيد، و لا نقصد بسردنا لها أن نقلل من شأن أحد أو من قيمة أي عشيرة من العشائر، فكلنا في النهاية عرب و نفخر و نعتز بانتمائنا ولنا مستقبل واحد بحسناته و سيئاته و علينا أن نسعى دوماً لللتعاضد كفرد واحد و خاصة أمام ما يترصدنا من مخاطر أمام العدو و الشيطان الأكبر أمريكا و ربيبها الكيان الإسرائيلي.
يتبع .............
redross مشرفة
عدد الرسائل : 1357 العمر : 40 Localisation : UAE تاريخ التسجيل : 09/07/2009
موضوع: رد: قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟ الثلاثاء 2 مارس 2010 - 8:22
شكرا عصام على تقل لتاريخ من اجمل تاريخ في العالم يسلمو عصام
عصام يوسف عماد صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 1228 العمر : 44 Localisation : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 12/10/2009
موضوع: رد: قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟ الثلاثاء 2 مارس 2010 - 9:30
الاخت ريد رووز مرورك يسعدني
وسوف اقوم بنقل القصة كاملة مع قصائدها كاملة
تقبلي تحياتي
عصام يوسف عماد صلخدي ماسي
عدد الرسائل : 1228 العمر : 44 Localisation : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 12/10/2009
موضوع: رد: قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟ الثلاثاء 2 مارس 2010 - 16:10
تابع
الموضوع:
في ظلِّ نظام و سلطة فاسدين حيث تسعى السلطة العابثة لبث كل ما يساعد على تمزيق البلد المُستَعمَر جرت هذه الأحداث التي لم تدوّن بالشكل المناسب كونها اُعتبرت داخلية و ذات طابع قبلي ولأنها في النهاية صبت في مصلحة الإستعمار العثماني.
إبان حكم المستعمر العثماني عام 1904، كان عرب المعجِل يهاجمون قوافل التجّار من أهالي الجبل، و كانوا يلقون التشجيع من العثمانيين الذين اتّبعوا سياسة "فرّق تَسُد" – كما أسلفنا- فسعوا لإضرام الأحقاد الطائفية والمذهبية و تكريس كل مايساعدهم في ذلك، و كانوا يقتنصون الفرص و يبحثون عن الأسباب لمهاجمة الجبل و فرض سيطرتهم عليه*.
استمر رجال المعجل بمهاجمة القوافل و لم يكتفوا بالنهب بل كانوا يفتكون بحراس القوافل و مرافقيها فتكاً شديدا، و قد ذهب ضحية هذه الأعمال عدد غير قليل من الرجال.
على إثر ذلك، اضطر الدروز بقيادة سليم الأطرش شيخ الغارية لمهاجمة المعجل في منطقة "مطوّقات" بلدة "نوى"**، وكانت معركة مهولة امتدت إلى قرية "محجة"، فقُتل من الدروز نحو 70 رجلاً و خسروا 86 فرساً وقد أَسَرَ رجال المعجل خمس شبان إضافة لمزيد الأطرش ابن سليم، و تُجمع المصادر المروية و القصائد التي تلت الحدث على أن رجال المعجل قاموا بقتل الأسرى بعد انتهاء المعركة بسبب مقتل أخ دحام أثناء المعركة (والله أعلم).
أصبح الدروز بعد هذه الحوادث عُرضَةً للتندر و الإهانة في أسواق دمشق، وازداد دحام إعجاباً بنفسه وتمادياً في تحدياته لأهل الجبل بغاراته المتكررة على قوافلهم، كان آخرها ذبحهم لـ18 جمّالاً بينهم أحد الأعيان (من الثعلة) بعد أن ظلوا يقاومون إلى أن نفذت ذخيرتهم.
انتقل عرب المعجل إلى "اضمير" بعد اطمئنان دحام لوعد الوالي العثماني بدمشق بأنه سيقدم الدعم العسكري المطلوب - ضد الدروز- إذا دعت الحاجة و بنفس الوقت كان العثمانيون يتحينون الفرصة للانتقام من الدروز بسبب حمايتهم للأمير سلطان ابن الرشيد (2) من بطش العثمانيين.
بعد الخسارة في "محجة" كتب دحام قصيدة عنى بها الأمير أبو علي مصطفى الأطرش و ردَّ بها النقا على الدروز "مردود النقى"، انتشرت القصيدة في البوادي و الحواضر‘ يفتخر فيها بنصره في معركة "محجة" و يُضرم بها نار الشرّ.
وهذه هي القصيدة:
يالله يا معطى العطايـا المجازيـل...ياللى عن الطـلاّب ماصـك بابـه
يالله يا مجيـب الدعـاء والتهاليـل...تجعـل دعوانـا عليهـم مجـابـه
اجعلنى عليهم مثل طيـر الابابيـل...وتصبح ديارهم على يـدي خرابـه
عدد الرسائل : 1228 العمر : 44 Localisation : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 12/10/2009
موضوع: رد: قصة حرب محجة بين دحام والامير ابو علي مصطفى الاطرش ؟ الخميس 4 مارس 2010 - 9:03
يتبع
و يُقال إن القصيدة وصلت إلى السويداء (إلى حمود الأطرش) قبل أن تصل إلى قرى الجنوب.
و قد حاول إخفاءها ومنع انتشارها في الجبل في البداية، ليحول دون تفاقم الشرّ من جهة و كيلا تصل إلى مسامع مصطفى الأطرش من جهة أخرى، ودامت هذه الحال لمدة عام تقريباً.
قدم الأمير مصطفى (الملقب بـ أبو وجه أخضر) إلى السويداء، فاغتنم الشاعر أبو مزيد ابراهيم علم الدين الحاصباني زيارته فدعاه للمبيت عنده، و بعد تلبيته للدعوة و أثناء تلك الأمسية، حمل الشاعر ربابته و أردف " أنا ما دعيتك كرماً مني، بل هناك رسالة/ قصيدة لم تصلك وواجبي أن أُعلمك بها"، و "عدّها" الشاعر على ربابته، فما كاد ينتهي منها حتى وثب الأمير أبو علي من مكان جلوسه و صاح بأعلى صوته "لحّد، أنا أخو بلشه".
غادر الأمير مصطفى من ساعته إلى "امتان" ليلاً و باشر بمكاتبة أعيان الجبل يعلمهم بمضمون قصيدة دحام ، ثم أرسل المفازيع للقرى.
سار في صبيحة اليوم التالي مع البيارق قاصداً "لاهثة" (في المقرن الشمالي) لموقعها المناسب ووفرة المياه فيها عن طريق "أم حوران"(3) (أعلى قمم الجبل) متجنباً الدخول في القرى كي لا يتأخر ، و خلال الأيام القليلة اللاحقة بدأت البيارق تتوافد إلى لاهثة (4).
أثناء مرور بيارق قرى المقرن القبلي في السويداء /عاصمة الجبل/ ، وجدَت حمود الأطرش متردداً في قبول وفكرة غزو المعجل في مضاربها الأصلية بقرية "اضمير" و هنا برز الدور الخطير الذي لعبه الفارس الشاعر اسماعيل العبد الله من قرية "حوط" الذي وقف، بقامته الفارعة الجذابة و ملامح الأنفة التي اشتُهر بها، في قاعة "المجلس الغربي" و أنشد بصوته الجهوري هذه القصيدة الرائعة:
البـــــارحة باتنّ عيوني سَـــهارى ....عدّي بحبـــس الـــروم يا ناس مكتـــوف
جتني علــــوم و غثّ قلبي أخبـاره .... يا حيف ثم الحيف يا عيـــــال معـــروف
يا حيف صــرتوا للخلايق معــاره .... من بعدما هو صيتكم جـــازي الشــــــوف
يا حيف ثم الحيـف لاه يا خســـاره .... خطـــو الـــولد ينقـــل مراتين و صفـوف
خطو الولد يجزي عن المـوت ناره .... و ليـا حضرحكي الفضــا تِقُل مــلهــــوف
وإن ما غدت ربع الأعادي دمـــاره .... راحـــت علينــــا بالتعاليل و حســـــوف
ما كاد الشاعر ينتهي من قصيدته حتى تعالت النخوات و الأهازيج الحربية و شُوهد حمود الأطرش و هو يومي إلى حملة بيرق السويداء بالإسراع إلى إخراجه من مكانه و التوجه إلى ساحة المدينة حيث كان غفر كبير من المحاربين في حالة تأهب تام لمواصلة السير شمالاً. قبل أن تكتمل حشود البيارق، انضم فريق من عشائر البدو المحالفة للدروز إلى البيارق، من عشيرة السردية والمزاودة و عرب الجبل و السوالمه و غيرهم.
بعد أن إلتأم الجمع، أُرسلت النذارة كالعادة**، و كان النذيرإلى دحام الشيخ علي العلي من قرية "تعلا" و بعض الأدلاء من بدو (الحسن)، طُلِبَ من دحام أن يبتعد عن طريق البيارق فإن فعل فلن تكون هناك حرب و إن واجههم فهي الحرب، و كما هو معلوم، هو قرر المواجهة لاعتماده على تفوقه العددي بالرجال و اعتماده على الوعد بالدعم من العثمانيين، و أثناء وجود فريق النذاره عند دحام، دخل أحد التُّجار الدمشقيين و يُدعى "محمد السيوفي" و أعلمه بأنهم سيرحلون- أي التجار الدمشقيين(5)- إلى دمشق لأن الدروز على حدّ قولهم إن طبّوا بإرضٍ سيشعلون ترابها قبل حجارتها ، حينها غضب دحام و أمره بالبقاء وجماعته و أكدّ له بأنه هنا على أرضه سيبيعه خيل الدروز القتلى بسعر البصل (و قد ذكرهذه العبارة الشاعر أبوهلال هزاع عزالدين في قصيدته الشهيرة).
عادت النذارة بعد أن أتمت مهمتها و أكدت عزم دحام على المواجهة، و قام رجال المعجل و حلفاؤهم بربط حبال (أطناب) بيوت الشعر فيما بينها تحضيراً للمعركة كي تسبب إعاقة للخيّالة و حثّ دحام رجاله على المواجهة وأسلم زمام الأمور لأخيه سلطان، ثم توجه إلى دمشق طلباً للعون من واليها العثماني، و بطبيعة الحال تخلى الوالي عن هذا الوعد بحجة طلب موافقة من الجهات العليا و انتظار الجواب مما دعا دحام للانتظار أيضاً، متخلياً عن تواجده مع رجال عشيرته.
بدأ الهجوم في يوم الثلاثاء من شعبان عام 1324هجري/ 1906م تحركت الحملة من "لاهثة" لتجتاز البرية الواقعة إلى الشرق من غوطة دمشق، مروراً بتل "ضلفع" و نبع "الخرايج" و في صبيحة اليوم التالي أشرفت على مضارب المعجل في ضمير، و بدأ هجومها الصاعق في ضحوة النهار، بحيث لم يدم القتال أكثر من ثلاث ساعات، و يقال أن المعركة انتهت على يد الخيّالة فقط، و قد استبسل فيها المعجل و حلفاؤهم من (عنزه) و لكنهم لم يجدوا بُدّاً في آخرها من الفرار من ساحة المعركة، تاركين خلفهم بيوتهم مشرّعة و جثث قتلاهم مبعثرة و قد زادت عن أربعمئة قتيل (خطط الشام ج3 ص112) كما قُتل فيها سلطان (أخ دحام) على يد غالب ابن فواز ابن متعب (شيخ عشيرة السردية) (تُجمع الروايات الشفهية على أن 806 رجال قتلوا من بينهم 4 تُجّار دمشقيين)
عادت الحملة بسرعة مذهلة دون أن تسمح لأفرادها بالسطو على البيوت ، كما يجدر بنا ان نذكر أنه لم تُسجل أية حادثة إعتداء على الشيوخ و النساء و الأطفال و هذا من شيم العرب التي يعتز بها بنو معروف.
و من الرجال الذين أبدوا مهارة فائقة في تنفيذ الخطة الحربية الناجحة السادة: مصطفى و حمود الأطرش، وهبه عامر، قاسم و هزاع عزالدين، حمد المغوش، حسن سلاّم، محمد نصّار، شاهين أبو عسّاف، اسكندر القلعاني، حيث و ضعوا بيرق السويداء و عربها في المنتصف، و بيرق صلخد مع بيارق المقرن القبلي على اليمين و على اليسار بيارق قضاء شهبا، و كان في مقدمة المهاجمين سليم الأطرش، فبعد أن رأى جموع محاربي المعجل أمامه أعاد بندقيته إلى كتفه و كرّ ممتشقاً سيفه، مستذكراً أبنه "مزيد" (المنيع المغدور).
أما الحملة فقد نفذت خطة الهجوم في مدة لم تتجاوز يوم و ليلة ثم عادوا ظهيرة ذلك اليوم فقطعوا "سكّرة" براق، و توزعوا مساءً في قرى المقرن الشمالي قبل ان يُعدّ الوالي عدته ليقطع عليهم طريق العودة في ذلك المكان.
و قد أجمعت الرويات الشفوية على أن الدروز لم يخسروا في تلك المعركة سوى ثلاثة رجال هم : عثمان كيوان (سهوة الخضر)، منصور أبو منصور (صلخد) و أنيس محمد الشعار (السويداء) و فقد حلفاؤهم البدو رجلاً واحداً من (المزاودة) فقط.
______________________
(1) دحّام: هو دحام بن ناصر بن فالح المعجل/ من قبيلة الاشاجعة من الجلاس من ضنا مسلم من قبيلة عنزة الوائلية 1870/1911م
(2) سلطان بن حمود العبيد الرشيد من أمراء شمّر الوطنيين له صداقة مع الشيخ علي عبيد، التجأ إلى الجبل عام 1904 هرباً من ناظم باشا والي دمشق العثماني بعد هربه من بيروت، وكان أنذره التاجر النجدي ابن بسام بمكيدة دعوة السلطان عبد الحميد الثاني له ، وصل دمشق بحماية آل المهايني الوطنيين ثم وصل إلى"الصورة الكبيرة" بوساطة التاجر شمس الدين حمد أبو طافش (من أم الرمان) لمضافة الشيخ واكد زهرالدين في العاشر من تشرين الثاني 1904، و من ثم تنقل في ربوع و ضيافة أهل الجبل (خلخله، شهبا، الشريحي و غيرها من القرى) إلى أن بقي ضيفاً على الأمير مصطفى حتى شاء العودة لدياره، فأرسل الأمير مصطفى برفقته ثلة من الفرسان بقيادة يوسف زين الدين و شيخ العيسى رثعان بن ماضي.
(3) أم حوران: أعلى قمم الجبل، تقع إلى الشمال الشرقي من نبع القينة.
(4) بعض المصادر المروية تذكر قرية الهيت، وهي تقع للشرق من لاهثة بعدة كيلومترات.
(5) التجارالدمشققين كانوا عبارة عن سوق متنقل يضم ما يقارب سبعين خيمة كي يغطوا حاجات هذه المدينة المتنقلة.
تكملة الموضوع (1)
*سيطرة العثمانيين على الجبل كانت شكلية فقط، فقد استطاع العثمانين بناء أول قلعة لهم في الجبل 1891 على إثر الثورة العامية (1885-1890)
**
مقتطفات و تفاصيل من بعض الروايات الشفوية:
- معركة "محجة":
بعد أن وصلت النذارة، قام دحام و رجاله بغمر الأراضي -التي يتوقعون الهجوم منها- بالماء ،من نبع الدلي المعروف، و هذا ساعدهم في شلّ حركة الخيالة في هذا المستنقع الاصطناعي.
في الحقيقة لا أملك معلومات و تفاصيل عن هذه المعركة، سوى قصيدة الصمعير التي يحث فيها شيخ عشيرة السلوط على مد يد العون للمعجل و هذه القصيدة تقدم بعض المعلومات:
يا راكب الما قيل علي ســـــــــفرنا......حمرا تغض عضودها للمشـــاعيب قوم اركبه يا القــرم حيثك صقـــرنا......خميس قطّــــاع الفرز عـــدّه الذيب مني لابو ســــــليمان خــذله معنــا......طلال خلفـــة حــر من منقع الطـيب تشاوروا يريدون راســـــك معنـــا......الله يفكـــك يا ذعّــــــــار الاجــانيب من ملح الصـــــرار لقيعــــان خنا......جِنّك على ســــرد الســـبايا مراكيب مثل الجــــراد اليوم طبوا وعــرنا......يمشون من روس العلا والمـــراقيب حمر البيــــــارق بالفــــلك رفرفنـا......وجموع مثل الغيم تمشـــــي بترتيب طبّـــوا بيوتٍ للـــعمد شــــــولحنا......وتقاطعـــوهن بالســـيوف المحـاديب الله على عيفــــــان خــــرّب وطنا......ننخي عليه الرب والخضر وشـعيب غــربي محجي خيــــولـهم وقفنـــا......مثل السباع الباغيين المكاســـــــيب يتنون أخـــو بلشي زبن المجنــــة......ســلطان يا ســتر البنات الرعــابيب ونهــــوش عند بلادنا وملك أهلنـا......وحـــــارم علينا نقلهم كـام ما نصيب صاحن ســــــلوطيات لك زغردنا......والخيل بالفرســـــان اقفت جنــاديب صار الخسر يا دروز منكـــم ومنا......وسط النجع وقعوا كثير المصـاويب حتى القبور البلـــــوطى حفــــرنّا......بحظي قبور الدارســة حفـرها عيب والله لــــــــونو تلاحـــــق ثقـــلنا......ما يفكــكم يا غير وادي المـــزاريب
- معركة "اضمير":
· وصفت بعض الروايات الحملة و ذكروا أن عرضها كان يعادل المسافة ما بين قنوات و المزرعة، و كان الرجال يقبضون على الحجل و الأرانب التي تتعب من كثرة الفرار و لا تجد مهرباً.
· حين أقبلت البيارق على نبع الخرايج، أرسل الأمير أبو علي مصطفى عيون للاستطلاع، وحين عاد أوّل المستطلعين، تقدم الأمير مصطفى الجموع ليعرف منه ما رأى على انفراد، بادره الأمير بالسؤال (عَلِّم) أي أخبر فكان جوابه " إن كان ها السواد (بيوت الشَعر) اللي شفتو كله عربان، قوم تاخذ و لا تتاخذ (أي لا يُغلبون)" فما كان من الأمير إلاّ أن ضربه فأوقعه عن حصانه، و قال له "ويحك ستهد من عزيمة الرجال"، و قدِم آخر (عريج أبو مطرق) فقال:" أنا بقول إنو هالعرب يكفّوا أهل السويدا وحدهم، الاول يلحق، التالي ما يلحق"، فقال له الأمير لا تزد على ذلك.
و بعد هزيمة المعجل طُلب من أخت دحام أن تذهب إلى دمشق لإعلام الوالي بما جرى على ألاّ تزيد أو تنقص مما رأت و فور وصولها طلبها الوالي للتأكد مما روي له - تلفيقاً- عن جرائم الدروز، فسألها: يقولون إن الدروز قتلوا الأطفال و سبوا الحريم، فأجابته:" عيّ الله عن عيال معروف، ما كانوا يقولوا غير زغردوا يا بنات، و كانت شهادة صادقة.
و قال الشاعر أبو مزيد ابراهيم علم الدين الحاصباني بعد هذا الانتصار قصيدة لا أعرف منها إلا هذين البيتين:
ما تعـــلمن يا ارشـــيد دحّام ما بان .... ياللي على اهل السويدا تنخيّه
المراجل ما هي على جمّال نعسان .... النعس لو طبّ بالســـبع يرميه
تابع للموضوع (2)
قصيدة (مرتلة) أبو هلال هزاع عزّالدين (الذي أعدم لاحقاً على يد الأتراك في المرجة بعد حملة سامي باشا 1911) و الذي لم ينسَ وعد دحام للتجار الشاميين ببيع خيول الدروز بسعر البصل، و إليكم ما أعرف منها ( بمساعدة الأخ أبوخالد):
سيله غشى المعجل شمالي البحيرة.....بـ سـاعةٍ يشــبع بها الوحش والطير جدعة قفت وخــــوان عـذرة بحيرة.....تطلــب من الله يكونلها جناح وتطير
كم ولدةٍ وســــــنا بوجه الكســـيرة.....خيّـــه شــــرد وامه واخته معــــافير ها ذاك مذبــــــوحٍ وهذا كســــيرة.....وها ذاك فاهو يلهم القـــــــــاع تعفير
من فعـــــــل شيخان تقود العشيرة.....من كـــــل قرمٍ كنّه ذيــــــاب والزيـــر كم ولــدةٍ تنعي غوالــي عشــــيرة.....من ضرب هندي ورشق بزر الموازيير
ليش انت يا دحـــــام باعك قصيرة.....عينك تشــوف جموع جيش الطوابير مرباعكم عالطــــــايلة و القصيرة.....يا ما ذبحنــــا قبل منكــم طـــــــوابير
عفتوا حللكم والحــــلايل وغيـرة.....وصــــــــاروا ودايعنا على الشر والخير عاداتنا نحمي العرض حكم غيـرة.....نلقى العـــدو بالســــيف والضيف بالخير
يحرم عليكم تســـــــكنوا عاد ديرة.....وتنــــــام وعيـــــونك هنــايا ومقـارير هذي وصاتي وبالفــــكر عاد ديرة.....ما ينفعــــــك بهتـــــان زور وتقـــارير
يا من يودي لابن دوخي ذخيـــرة.....أغلى النصـــــايح ما يبـــــاع بدنــــانير وان اســــعف الي للخلف بذخيره.....لازم نعـــــــاين حلــتــه بعــــد وتنـــير