واقع استثمار الطاقة الشمسية في سورية

واقع استثمار الطاقة الشمسية في سورية

بقلم: مجموعة العمل الاستشارية للطاقة المتجددة في محافظة حمص

رغم الإمكانات الكبيرة المتاحة في سورية لاستغلال الطاقة الشمسية، إلا أن استثمارها لا يزال محدوداً جداً، وتتمثل تطبيقاتها بإقامة بعض المشاريع التجريبية لكهربة عدد من القرى بمساعدة فنية ومالية من المنظمات الدولية، في حين أن التسويق المحلي لأجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية لا يزال ضعيفاً.
نُفِذ في عام 2002 المخطط العام لاستثمار الطاقة المتجددة في سورية، فأظهرت دراسة الجدوى الاقتصادية أن استثمار الطاقات المتجددة في قطرنا محققة، إلا أن تكاليف الاستثمار الأولية عالية نسبياً.
وأُحدِث المركز الوطني لبحوث الطاقة وفقاً للقانون رقم 8 لعام 2003 بهدف توحيد جميع الأنشطة الموجهة لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة.

تسخين المياه بالطاقة الشمسية في دول الجوار يُعد تسخين المياه بالطاقة الشمسية من أسهل تطبيقات الطاقة الشمسية وأكثرها انتشاراً في العالم، حتى في الدول التي لا تحظى بإشعاع شمسي عالٍ.
بدأ استخدام هذا الشكل من تطبيقات الطاقة الشمسية للأغراض المنزلية منذ عام 1968 في إسرائيل، وقد بلغت نسبة المنازل المزودة بأجهزة تسخين المياه شمسياً 95% في نهاية عام 2000، ويوجد في ذلك الكيان 35 مصنعاً لإنتاج الأجهزة اللازمة لذلك.
ووصل عدد الأجهزة المركبة في مصر إلى أكثر من 200 ألف جهاز، ويوجد مثل هذا العدد تقريباً من الأجهزة في الأردن، الذي بدأ بتصنيع أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية في نهاية سبعينيات القرن العشرين.
أما في تركيا، فقد تجاوز عدد أجهزة تسخين المياه شمسياً المليون جهاز، علماً أن شدة الإشعاع الشمسي هناك أقل من شدته في سورية.
وتتحمل الحكومة الإيرانية نحو 75% من كلفة جهاز تسخين المياه بالطاقة الشمسية، رغم أنها تنتمي إلى دول الأوبك.

تسخين المياه بطاقة الشمس في سورية :

لا يزال انتشار أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية محدوداً في سورية، إذ يُقدر عدد الأجهزة المركبة بنحو 25 ألفاً، أي نحو 100 ألف متر مربع من اللواقط. وبيَّنت نتائج الاستبيان المطبق على 4 آلاف شقة سكنية و1650 منشأة صناعية وتجارية وخدمية أن أسباب عدم استخدام هذا النوع من التطبيقات يعود إلى ما يلي:
- عدم دعم الدولة لهذا التطبيق بالقدر الكافي.
- دعم الدولة لأسعار المازوت والكهرباء.
- الأسعار المرتفعة للأجهزة المبيعة في الأسواق المحلية مقارنة بأسعارها في دول الجوار.
- غياب التشريعات اللازمة لضبط الجودة وإصدار شهادات الصلاحية، مما أدى إلى إنتاج أجهزة محلية غالية لم تلبِّ حاجات الزُبُائن .
- الفائدة المصرفية العالية على قروض مصرف التسليف الشعبي الموجهة لاقتناء أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية.
- الدعاية والإعلان غير الكافيين لإقناع شريحة كبيرة من الناس، وغياب المشروعات الحكومية الرائدة في هذا المجال.

المشروع الوطني لتعميم استخدام الطاقة الشمسية في التسخين :

أعلن المركز الوطني لبحوث الطاقة في وزارة الكهرباء في شهر أيار من عام 2005 عن المشروع الوطني لتعميم استخدام أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية، لما في ذلك من وفر في استهلاك المازوت والكهرباء، وأُعطي كل عامل إمكانية للاستفادة من قرض دون فائدة مدته ثلاث سنوات، وانتهى الاكتتاب في نهاية شهر تشرين الأول عام 2005 بعد تمديده مرتين، لكن الإقبال على المشروع لم يكن كبيراً، إذ وصل عدد المكتتبين فيه إلى 620 مكتتباً فقط، والسبب الرئيس في هذا الأمر هو توفر مادة المازوت بأسعار مدعومة.
وتتطلب هذه النتيجة المتواضعة اعتماد آليات تشجيع أخرى في هذا المجال.

مبررات الدعم الحكومي لاستخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه:

استهلكت سورية في عام 2004 ما مقداره 6.44 ملايين طن من المازوت، وبفرض أن 5% من هذه الكمية استُهلِك لأغراض تسخين المياه المنزلية، فإن ذلك يُشكـِّل نحو 350 ألف طن، أي نحو420 مليون لتر. وإذا اعتُمِد مبلغ 600 دولار أمريكي كسعر وسطي لطن المازوت المستورد، و54 ليرة سورية لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة، تكون كلفة اللتر المستورد نحو 27 ليرة، بينما سعر مبيعه في السوق المحلية هو 7.5 ليرات.

وعلى هذا الأساس، تكون كلفة استيراد المازوت لغرض تسخين المياه في عام 2004 فقط هي 11340 مليون ليرة، بينما كلفة مبيع هذه الكمية في السوق المحلية هي 3150 مليون ليرة، أي أن قيمة الدعم الحكومي لهذا الاستخدام هي 8190 مليون ليرة.

وبفرض أن عدد الأسر في سورية هو ثلاثة ملايين أسرة، فإن متوسط نصيب الأسرة من مادة المازوت المستهلكة لتسخين المياه فقط كان 115 كيلوغراماً سنوياً (140 لتراً سنوياً)، أي أن الدعم الحكومي لكل أسرة في هذا المجال بلغ2730ليرة.
وتبيَّن من الحسابات أن قيمة السخان الشمسي اللازم لتوفير وسطي استهلاك أسرة واحدة من مادة المازوت لغرض تسخين المياه فقط تعادل مجموع الدعم الحكومي المقدم لهذه الأسرة على امتداد 6 أعوام فقط، كما تبيَّن أن الجدوى الاقتصادية محققة لأن فترة استرداد قيمة السخان لا تزيد عن 6.5 سنوات بالمقارنة مع الكهرباء، ولا تزيد عن 11 سنة بالمقارنة مع المازوت.
وعلى هذا الأساس، يكون الوفر المحقق من تسويق مليون سخان شمسي (29.533 مليون كيلوواط ساعي) معادلاً لنحو 9% من استهلاك القطر من الكهرباء في عام 2003.

مقترحات:

إن إيلاء الدولة اهتماماً لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وترشيد استهلاكها، واستثمار مصادرها المتجددة، وإعادة النظر بسياسة دعم أسعار الطاقة سيساهم في تخفيف مشكلة الطاقة التي ستعانيها سورية في المستقبل القريب. وعلى هذا الأساس يوصى بما يلي:
- تشجيع القطاعين المشترك والخاص على إقامة صناعات محلية لتقانات الطاقة الشمسية، مع إعطاء التسهيلات اللازمة لذلك.
- إلزام منشآت القطاعين العام والخاص التي تحتاج إلى مياه ساخنة بتركيب منظومات تسخين المياه بالطاقة الشمسية.
- لحظ تمديدات أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية في جميع الأبنية السكنية والتجارية والخدمية المراد تشييدها.
- تشجيع المواطنين على اقتناء أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية عن طريق مساهمة الحكومة بدفع 50% من كلفة هذه الأجهزة، مع تأمين قروض مصرفية دون فائدة للـ50% الباقية من الكلفة.
- تكليف المركز الوطني لبحوث الطاقة بوضع التشريعات اللازمة لضبط الجودة وإصدار شهادات الصلاحية لأجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية.
- تكليف المركز الوطني لبحوث الطاقة بوضع التشريعات اللازمة لتنفيذ المقترحات السابقة.

واقع استثمار الطاقة الشمسية في سورية 380467

الاخ الاستاذ كمال :
لا تعقيب على موضوعك فلقد اشبعت الموضوع بكل متطلباته
وعسى نستطيع يوما تركيب مثل هذه التقنية
اشكرك على هذه المعلومات العلمية والمفيدة
لك مني كل التقدير والاحترم

شمس شمس كل الدنيا شمس
جميلة هي الشمس اخي سميح ومرورك على الطاقة الشمسية جميل ايضا
ان استخدام الطاقة الشمسية هو افضل الاساليب الصديقة للبيئة وارخصها الا ان الحكومات لم تعمل جديا بهذا الاتجاه واعتقد ان الحروب القادمة ستكون على مصادر الطاقة كالمياه وغيرها
تحياتي لك

واقع استثمار الطاقة الشمسية في سورية 380467

الاخ المحترم كمال

اشكرك على طرح مثل هذا الموضوع الذي يمس الواقع
ولقد اغنيته بالمعلومات الشاملة عن المشروع مشكور عليها
ويجب علينا جميعنا ان نشجع هذا المشروع ولننطلق من انفسنا لما له انعكاسات ايجابية على الوطن والمواطن
من كل النواحي ولقد لاحظت هذه السنة ان بعض المنازل اصبحت تستخدم هذا النظام وفعلا فيه الكثير من التوفير على المواطن

اشكرك اخ كمال ولك مني كل التقدير والاحترام

شكرا لمرورك ست الحبايب على الموضوع واعتقد انه من المواضيع الهامة والمفيدة وللاسف لحد الآن لم يعلق عليه الا انت والاخ سميح وعلى العموم فالمواضيع الجادة قليلون هم الذين يمرون عليها
لك كل التقدير

flower

» إلى متى سيستمر هدر هذه الطاقة؟...كهرباء وغاز مجاناً من روث ا
» نسر الجمهورية - اقدم اكتشاف على ارض سورية
» اول سيارة صديقة للبيئة في سورية