منتدى صلخد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى صلخد


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هـيـثـم شحـاذه غـــزالــة
مشرف عام



عدد الرسائل : 4099
تاريخ التسجيل : 28/02/2008

قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و Empty
مُساهمةموضوع: قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و   قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و I_icon_minitimeالإثنين 1 فبراير 2010 - 21:11

كتابه الجديد «على خطى إبن خلدون في دمشق» يصدر في بيروت





قاسم وهب باحث ومحقّق ومؤرّخ من سورية، له عشرات الأعمال التراثية التي حقّقها ونشرت في دمشق وبيروت والقاهرة وأبو ظبي ولندن وغيرها من العواصم العربية والأجنبية. وله أبحاث ومداخلات في العديد من الندوات العربية والدولية. يهتمّ وهب بتحقيق ودراسة أدب الرحلة العربي والأدب الجغرافي بصورة عامة، وتشغل أعمال النهضويين العرب مكانة أساسية في اهتمامه البحثي. وقد سبق لقاسم وهب أن أغنى المكتبة العربية بعشرات الأعمال الأدبية والجغرافية ككتاب «التنبيه والاشراف» للمسعودي، و«زهر الآداب وثمر الألباب» لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، وكتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء» لإبن أبي أصيبعة. و«رحلة الغرناطي»، و«رحلة سليم بسترس»، و«رحلة أحمد فارس الشدياق»، «رحلة فرنسيس المراش إلى فرنسا» المسمّاة «رحلة باريس». و«رحلة الامير فخر الدين المعني إلى إيطاليا». وسيصدر له هذه الأيام كتاب فريد من نوعه تحت عنوان «على خطى إبن خلدون في دمشق»، وفيه يعيد الباحث والمؤرّخ المعاصر كتابة سيرة العلاّمة إبن خلدون في دمشق بطريق شيّقة، فيعيد إحياء المكان الدمشقي خلال واقعة الاجتياح التتري، وصورة العلاّمة المغربي ودوره التاريخي كشاهد على محنة مدينة دمشق في ذلك العصر المظلم. خلال زيارته أبو ظبي التقيته وكان لي معه هذه الجولة الفكريّة:



«المشاهد السياسي» ـ أبو ظبي



> قمت أخيراً ببحث مميّز أفضى بك إلى وضع كتاب جديد فريد من نوعه عن إبن خلدون. أظنّك أطلقت على الكتاب اسم «على خطى إبن خلدون في دمشق». حدّثنا عن هذه التجربة.. لماذا إبن خلدون، وما علاقته بدمشق؟

< دعني بداية أقول إنني حين أزمعت السير «على خطا إبن خلدون في دمشق» ظننت لأول وهلة أن الأمْر لا يعدو أن يكون وصفاً راهناً للأمكنة والمعالم الدّمشقية التي ورد ذكرها في كتاب «التعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً»، وهو الكتاب الذي تناول فيه جوانب مهمّة من سيرته الذاتية، والأحداث التي شهدها في تنقّله بين المغرب والمشرق. ولكنني عندما شرعت في التخطيط لهذا الموضوع، برزت أمامي صعوباتٌ جمّةٌ أقلّها اندثار معظم الأمكنة والمواقع التي وقف عليها أو حلّ بها ابن خلدون في دمشق من مثل: قبّة يلبغا، القصر الأبلق، مكان المعسكر (الأرْدو) الذي كان يقيم فيه تيمورلنك خارج سور المدينة، تربة منجك، سوق الكتب،... إلخ. كما أن الكتابة عن الحاضر، على ما فيه من جلاء ووضوح، أكثر صعوبة من الكتابة عن الماضي بما فيه من غموض وغياب للتفاصيل. أما لماذا اخترت إبن خلدون في دمشق، فلأن إبن خلدون السياسي والمؤرّخ دخل الشام في جيش الناصر فرج، أحد سلاطين المماليك، ولم يكن سائحاً يرصد المشاهد والأمكنة، وإنما كان من الناحية الرسمية قاضياً معزولاً في حملةٍ عسكرية فاشلة، مزّقتها الدسائس قبل أن تنجز مهمّتها في صدِّ اجتياح دمشق التتري، كما كان شاهداً على أكثر الأعمال بشاعةً في التاريخ.



الشاهد الصامت!

> هل يمكننا القول إن إبن خلدون كان شاهداً كمؤرّخ بالنسبة إلى ما حلّ بدمشق على أيدي التتار.. هل دوّن إبن خلدون ما وقع للمدينة؟

< هنا الغرابة في موقف إبن خلدون وسلوكه. حيث مدينة عامرة من أزهى مدن الدنيا، وأكثرها غنى ووفرةً في الرزق، تنهب وتستباح وتنتهك حرماتها، وينكّل برجالها، ويطرح أطفالها تحت سنابك الخيول الغازية، ثم تحرق دورها، وقصورها، ومساجدها، وخوانقها، وتسوّى قلعتها بالأرض، وتمحى معالمِها، ولكنّ قلم إبن خلدون، الذي دبّج آلاف الصفحات عن حوادث التاريخ ونشوء الدول واضمحلالها، ضنّ على قرائه ـ وهو مؤرّخ العصر، والشاهد على ما حلّ بهذه المدينة المنكوبة ـ بوصف مفصّل لهذه الفاجعة المشينة في تاريخ البشرية مكتفياً بأسطر عدّة، وكأنّ ما حدث مجرد واقعةٍ عابرة من وقائع التاريخ ويقول: «وخرّب القلعة، وطمس معالمها، وصادر أهل البلد على قناطر من الأموال استولى عليها، بعد أن أخذ جميع ما خلّفه صاحب مصر هنالك من الأموال والظهر، والخيا(م) ثم أطلق أيدي النهّابة على بيوت أهل المدينة، فاستوعب أناسيّها، وأمتعتها، وأضرموا النار في ما بقي من سقط الأقمشة والخرثيِّ، فاتصلت النار بحيطان الدور المدعّمة بالخشب، فلم تزل تتوقّد إلى أن اتصلت بالجامع الأعظم، وارتفعت إلى سقفه، فسال رصاصه، وتهدّمت سقفه وحوائطه، وكان أمراً بلغ مبالغه في الشناعة والقبح. وتصاريف الأمور بيد الله، يفعل في خلقه ما يريد، ويحكم في ملكه ما يشاء». هذا هو كل ما كتبه إبن خلدون حرفيّاً في أبشع أحداث العصر الذي عاشه. وهو ما تركني حتى الآن في حالة استغراب... عن سبب صمت هذا الشاهد المميّز، إبن خلدون، واكتفائه بهذه السطور، بينما وجدت أحداث بسيطة ووقائع تاريخية، تكاد لا تقارن أمام ما عظم وقع لدمشق في أثناء وجوده فيها، صفحات وصفحات حبّرتها ريشته.



على خطى إبن خلدون

> ولكن ما السبب في نظرك وراء هذا السلوك من جانب إبن خلدون، وقد منحه التاريخ فرصة استثنائية لقول شيء استثنائي في صدد حوادث التاريخ؟

< دعني أتجاوز هذا السؤال، على اعتبار أن الغاية من بحثي ومن الكتاب الذي وضعته لم تتّجه إلى نقد تجربة إبن خلدون، بقدر الاتكاء عليها أحياناً في قراءة الحاضر، فقد آثرت أن ألقي الضوء على الرجل وعصره، ليصحّ التخاطر بيننا وبينه، إذ لا معنى لأن نسير على خطاه من دون أن نكون على بيّنةٍ من مواقع هذه الخطى ومراميها، والأفكار التي كانت تجول في خاطر صاحبها الذي خبر الدنيا، ماضيها وحاضرها بعين ناقدة وعقل يقظ.

والواقع أن إبن خلدون عاش في عصر التمّزق والتناحر الذي ألمّ بالمغرب والمشرق على السواء؛ أمراء صغارٌ، ومغامرون اقتسموا البلاد، وسخّروا العباد لخدمة أغراضهم ومصالحهم الشخصية، ونكّلوا بخصومهم أشدّ تنكيل، وألحقوا الأذى بكلّ من حاول أن ينغّص عليهم سلطانهم المطلق على البلاد والعباد.

وقد تسنّى لإبن خلدون أن يعرف معظمهم عن كثب، المغاربة منهم والمشارقة، وخبر أمزجتهم وأهواءهم ومشاغلهم، فكان لذلك كلّه أثره البيِّن في علاقته بهم ومواقفه منهم. وبالتالي، فإن الصورة القاتمة لذلك العصر، تركت آثارها العميقة في مسيرة إبن خلدون وتجربته الشخصية القلقة المضطربة التي «لم تكن ـ حسب الدكتور محمد عابد الجابري ـ سوى «صورةٍ مصغّرةٍ من تجربة العصر كلّه». وكتابي في جانب منه، يريد أن يقول ما أشبه اليوم بالبارحة! وفي هذه التجربة ما يعيننا على فهم موقف إبن خلدون من السلاطين والحكّام، وحرصه على التقرّب منهم ونيل الحظوة عندهم، الأمر الذي يمكّنه من إحراز السلطة، حيث الجاه والمال والحياة الرغيدة.



بيزنطة وروميّة

> لديك بحث مثير للاهتمام حول «صورة بيزنطة وروميّة» في المدوّنات الأولى للرحّالين العرب القدامى. حدّثنا حول هذا البحث وأهمّيته لنا اليوم؟

< الحقيقة أن علينا أن نتذكّر أن تحوّل مملكة الإسلام في العصور الوسطى إلى أكبر قوّة عالميّة، حال دون اكتفاء ذوي الشأن بمعرفة أراضي هذه المملكة الشاسعة فحسب، بل اقتضى الالمام بأحوال الأقطار والدول المتاخمة لها، لا سيّما تلك التي كانت تناصبها العداء، وتقف في وجه موجة الفتوحات المظفّرة التي وصلت إلى حدود الصين شرقاً، وإلى جبال الپيرِينه غرباً. وفي مقدّمة هذه الدول الإمبراطورية البيزنطية التي وقفت حائلاً دون اندفاع العرب المسلمين نحو أوروبا من الشرق، كما حال الفرنجة دون اندفاعهم من جهة الغرب، وهذا ما أذكى في نفوسهم الرغبة في التعرّف إلى جوانب القوّة والضّعف لدى هذا الجار العنيد، فشرعوا بإطلاق الرسل والجواسيس في وقت مبكر لمعرفة الأسس التي تقوم عليها هذه الإمبراطورية العتيدة.



سفارة عمارة

> هل تطرّقت على هذا الصعيد إلى سفارة عمارة بن حمزة الذي أوفده الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إلى ملك الرّوم... وما رأيك بوقائعها العجيبة؟

< نعم، وهذه السفارة يروي عنها إبن الفقيه، وهي حكاية سفارة عمارة بن حمزة الذي كتب يتوعّده بالخيل والرّجال: وأنه عند وصوله إلى البلاط البيزنطي انتهى إلى مكانٍ يحجب منه الدّاخل على الملك على مسافةٍ بعيدة عن القصر، فجلس حتى جاءه الإذن بالمسير، ثم انتقل إلى مكان آخر حتى جاءه الإذن ثلاث مرات، فوصل أخيراً إلى دار الملك، فدخل إليها وإذ في طريقه أسدان على الجانبين، فلم يجد بدّاً من الدّخول، فحمل نفسه على ذلك. ولما صار بينهما سكنا، فدخل داراً أخرى، فإذا سيفان يختلفان لو مرّت بينهما ذبابة لقطعاها، فاستخار الله ومضى. فلما صار بينهما سكنا، ثم اجتاز العقبة ودخل داراً ثالثة فيها الملك، فلما دخل البهو كاد لا يبصر فيه الملك لبعد المسافة بينهما، فجلس مكانه ساعة فغشيته سحابة حمراء، ثم لم يعد يبصر شيئاً، فجلس مكانه ساعة حتى انقشعت السحابة، فقام ومشى. فلما بلغ الثلثين غشيته سحابة خضراء، فحدث له ما حدث في السابق، ثم قام ومشى حتى وصل إلى الملك. ولما انتهى إليه سلّم عليه وبلّغ إليه الرّسالة، فسأله عن الخليفة، وعن أشياء من أمر الأقاليم، ثم أمر له بمنزل وإقامة. وفي اليوم التالي، أراه بعض النباتات الطبّيّة، ثم تولّى الملك بنفسه شرح العجائب التي شاهدها عمارة، والتي لا تتعدّى كونها من الحيل التي يعدّونها لترويع الرّسل وإدخال الرّهبة في قلوبهم.

في نظري أن هذه الحكاية، على طرافتها، لا تخلو من التّلفيق والاثارة، مما يجعل حوادثها هدفاً للشك والرّيبة، حيث يمكن تصنيفها في باب القصص الشعبي الذي يستشفّ منه ما وقّر في النفوس من عظمة البلاط البيزنطي وتقاليده الصارمة. وبقيت معرفة العرب بالدولة البيزنطية محدودة، إلى أن قيّض لهذا الأمر رجل يدعى مسلم بن أبي مسلم الجرمي، وهو ممن وقّعوا في أسر الروم، وجرى افتكاكه مع آخرين عام ٢٣١هـ/٨٤٥م. والجرمي كما ذكر المسعودي «كان ذا محلٍّ في الثغور، ومعرفة بأهل الروم وأرضها، وله مصنّفات في أخبار الرّوم وملوكهم، وذوي المراتب فيهم، وبلادهم وطرقها ومسالكها، وأوقات الغزو إليها، والغارات عليها، ومن جاورهم من الممالك من برجان، والإبر، والبرغر، والصقالبة، والخزر وغيرهم». ولكن من المؤسف أن مصنّفات الجرمي المشار إليها فقدت، ولم يصلنا منها سوى القطعة التي حفظها لنا إبن خرداذبة في كتاب: «المسالك والممالك»، وفيها يبدي الجرمي اهتماماً ملحوظاً بالجوانب الادارية والسياسية والحربية للدولة البيزنطية، حيث ذكر عدد ولاياتها، وموقع كل ولاية وحدودها، وطولها وعرضها، كما لفت الأنظار إلى ما في هذه الولايات من حصون ومعاقل، وعرض لتسلسل الهرم الاداري للدولة الذي يتربّع على رأسه الإمبراطور، ويليه البطاركة الذين لا يزيد عددهم على اثني عشر بطريركاً، ستة منهم في العاصمة في حضرة الملك، وستة موزّعون في الأعمال، مثل: عمّورية، وأنقرة، والأرميناق، وتراقية، وصقلّية، وبطريرك واحد في سردانية، وهو صاحب جزائر البحر.



تجربة الأمير فخر الدين

> قبل فترة صدر لك كتاب عن علاقة العرب بأوروبا النهضة، من خلال تجربة سفر الأمير فخر الدين المعني الى إيطاليا وإقامته فيها بين العامين ١٦١٣ ـ ١٦١٨. وهي سنوات قضاها المعني لاجئاً سياسياً لدى آل ميدتشي.. حدّثنا عن هذا الكتاب؟

< كان التجاء الأمير فخر الدين إلى أمراء توسكانا وناپولي من الخيارات الصعبة التي أقدم عليها مكرهاً هذا الأمير الحاكم لجبل لبنان، وذلك عندما وجد بلاده محاصرةً برّاً وبحراً بجيش عظيم يقوده السردار أحمد باشا الحافظ، والي دمشق العثماني الذي ينضوي تحت إمرته أربعة عشر أميراً، وخمسون لواءً (سنجقاً). يضاف إلى ذلك أنه لمس «من الجميع (أي من مستشاريه ورجال دولته) قلّة تصلّب، وكثرة تراخٍ، وكـبرت عليهم الأمور من تزايد العدد، وكثرة المدد من العساكر السّايرة إليهم، ما اضطره إلى الخروج من الطوق متوجّهاً إلى توسكانا. والأدهى من ذلك أن ركوب البحر لم يكن ممكناً آنذاك، لولا اضطرار حاكم جزيرة رودس العثماني المكلّف ضبط مرفأ صيدا، إلى إخلاء الميناء على وجه السرعة لملاحقة قراصنة جزيرة مسّينا، الذين كانوا قد أسروا سبعة أغربة عثمانية، ما يسّر للأمير فخر الدين فرصة الافلات من قبضة العمارة العثمانية المرابطة قبالة الشاطئ اللبناني.

فغادر الأمير مرفأ صيدا على متن سفينة هولندية، ومعها سفينتان فرنسيّتان لنقل أسرته ومرافقيه بأجر قدْره خمسة آلاف ليرة من الذهب لكل سفينة، ثم توجّهت تلك السفن إلى إمارة توسكانا، فوصلت إليها بعد أن اجتازت مخاطر جمّة، حيث فرّقت عواصف البحر بين سفينة الأمير والسفينتين الأخريين، فوصلت السفينة التي تـقِلّه في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) سنة ١٦١٣م إلى أسكلة الفورنا (ليفورنو) بعد ثلاثةٍ وخمسين يوماً، بينما وصلت السفينتان الأخريان بعد أربعة أيام من ذلك التاريخ. والواقع أن الأمير فخر الدين حلّ ضيفاً على آل ميديتشي، فرحّبوا به بعد أن عرفوا الأسباب القاهرة التي ألجأته إليهم. وبقي الأمير في منفاه نحو خمس سنين أقام خلالها وتنقّل في عدد من مدن دولة توسكانا وصِقِلِّية، وناپولي التابعتين لسلطان إسبانيا، كما زار جزيرة مالطة حيث حلّ ضيفاً على حاكمها لمدة ثلاثة أيام.



يوميات أوروبية

> هل دوّن فخر الدين يوميات إقامته في المنفى، وما وقع له منذ أن ترك ميناء صيدا إلى أن عاد إليه بعد ٥ سنوات إقامة في توسكانا؟

< نعم، وهو ما قام عليه كتابي، فيوميّاته تعتبر أندر وثيقة كتبت بالعربية لحاكم شرقي في اتصاله بالغرب... وقد سجّل فخر الدين انطباعاته عن تلك البلاد في المذكّرات التي رواها الخالدي الصفدي في تاريخه، وعليها كان اعتمادنا في تحقيق هذه الرحلة التي تعدّ من الوثائق النادرة في بابها، لأنها من أقدم المدوّنات العربية التي وصفت جوانب مهمّة من مدنيّة أوروبا في مطلع القرن السابع عشر، إذ إن بعض المدن التي زارها المعني أو أقام فيها، شهدت بدايات النهضة الأوروبيّة الحديثة التي عمّت آثارها فيما بعد أرجاء المعمورة كافة.

فمشاهدات المعني في تلك البلاد تشير بوضوح إلى أن التفاوت الحضاري بين العرب والغرب آنذاك لم يكن كبيراً، بل ربّما كان في وسع العرب تجاوزه لو لم يقم العثمانيون بقطع الطريق على أيّة تطوّرات ترمي إلى تأسيس نهضة عربية تستلهم نهضة الغرب أو تفيد من بعض منجزاتها. وهكذا، فإن الأمير فخر الدين المعني لم يقض سنواته الخمس في المنفى خاملاً، بل دارساً باحثاً مستفيداً من نهضة الغرب وعينه على بلاده الشرقية وما يليق بها من نهضة بين الأمم.



الحلم بدولة عصرية

> ولكن ما الذي كان يميّز الأمير فخر الدين المعني عن غيره من حكّام المقاطعات العثمانية الأخرى حتى حاربته الإمبراطوية ؟

< الواقع أن ما يميّز فخر الدين عن سواه من حـكّام المقاطعات في ذلك الزمان، أنه كان يعرف الكثير عن الغرب، وما أحرزه من تقدّم على كافة الصّعد من خلال مقابلته السفراء والرحّالين والتجّار الوافدين إلى بلاده من مختلف البلدان الأوروبية، ولكن معرفته بالمنجز الأوروبي لم تتحقّق إلاّ بعد إقامته في ربوع تلك البلاد، ومعاينة أحوالها عن كثب، حيث شهد بأمّ عينه مظاهر النهضة الأوروبية، وتتبّعها بعين فاحصة، بعد أن عقد العزم على استلهام تلك التجربة وتطبيق أنظمة الغربيين في مملكته

منقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال العنداري
صلخدي ماسي
كمال العنداري


عدد الرسائل : 817
العمر : 67
Localisation : الكويت
تاريخ التسجيل : 11/12/2009

قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و Empty
مُساهمةموضوع: رد: قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و   قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و I_icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير 2010 - 9:17


مقابلة جميلة ومفيدة مع الاستاذ الكبير قاسم وهب وجهود مشكورة له على كتبه وبحوثه ونحن نفخر بكل المفكرين والادباء والباحثين الذين يسطرون للاجيال الحالية والقادمة تاريخ امتهم ورجالها الذين ساهموا في صناعة هذا التاريخ وانني افتخر ان يكون من هؤلاء المؤرخين الاستاذ قاسم وهب حيث انه استاذي الذي درسنا اللغة العربية في ثانوية شكيب ارسلان في السويداء ، فله تحياتي وطول الله في عمره والشكر الجزيل للاخ هيثم على نقلك هذه المقابلة
تحياتي لك


قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و 805550
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قاسم وهب: إبن خلدون عاصر الأمراء العرب الصغار وشهد التمزّق و
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تسليم بارودة المجاهد أبو تركي قاسم الزغبي من قرية عرى إلى لج
» المنسف".... في جبل العرب
» الجامعة \العربية\حامية العرب الاقحاح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى صلخد :: ادبيات :: رجال من بلادي-
انتقل الى: